188

واليك فيما يأتي ما الحق بهذه القضية التاريخية الثابتة.

قصة فاطمة الخثعمية :

و « فاطمة » هذه هي أخت « ورقة بن نوفل » الذي كان من حكماء العرب وكهانهم ، وكان له معرفة كبيرة بالإنجيل. وقد ضبط التاريخ حديثه مع خديجة في بدء بعثة الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم وسوف نشير إليه في محله من هذا الكتاب.

وكانت « فاطمة » اخت « ورقة » قد سمعت من أخيها عن نبوة رجل من احفاد « اسماعيل » ، ولهذا ظلت تنتظر ، وتبحث.

وذات يوم وعندما كان « عبد المطلب » متوجها إلى بيت آمنة بنت وهب بعد قفوله ومنصرفه من المذبح وهو آخذ بيد « عبد الله » ، شاهدت « فاطمة الخثعمية » التي كانت تقف على مقربة من منزلها النور الساطع من جبين « عبد الله » ، والذي كانت تنتظره مدة طويلة وتبحث عنه بشوق ، فقالت : اين تذهب يا عبد الله؟ لك مثل الإبل التي نحرت عنك ، وقع علي الآن.

فقال : أنا مع أبي ولا استطيع خلافه وفراقه!! (1).

ثم تزوج « عبد الله » بآمنة في نفس ذلك اليوم ، وقضى معها ليلة واحدة.

ثم في الغد من ذلك اليوم أتى المرأة « الخثعمية » التي عرضت نفسها عليه ، وأبدى استعداده لتنفيذ رغبتها ، ولكن « الخثعمية » قالت له : ليس لي بك اليوم حاجة ، فلقد فارقك النور الذي كان معك أمس!! (2).

وقيل : إنه لما عرضت تلك المرأة « الخثعمية » على « عبد الله » ما عرضت أجابها « عبد الله » بالبداهة ببيتين من الشعر هما :

أما الحرام فالممات دونه

والحل لاحل فاستبينه

صفحة ١٩٢