استولى « هرقل » على « نينوى » في حملة واحدة.
وعلى أية حال كانت الدولتان المتنافستان تطويان الدقائق والساعات الأخيرة من حياتهما فيما تستعدان من ناحية اخرى لتجميع القوى ، والتهيؤلشن حملات جديدة ، وخوض حروب ومعارك اخرى ولكن حيث أن الارادة الالهية كانت قد تعلقت بأن يسطع على تلك المنطقتين نور التوحيد وتنتعش نفوس الروميين والفرس الذابلة الميتة بنسائم الإسلام الناعشة ، واشعته الهادية ، لذلك لم يلبث أن قتل « خسرو برويز » على يدي ابنه « شيرويه » الذي لم يدم سلطانه بعد اغتياله لأبيه اكثر من ثمانية أشهر ، ثم سادت ايران بعد « شيرويه » فوضى شاملة خلال اربعة اشهر ، حيث تناوب على مسند الحكم حكام وامراء عديدون أربعة منهم من النساء ، إلى أن أنهى الجيش الاسلامي بحملاته الناجحة هذه الاوضاع ، ووضع نهاية لهذا الصراع السياسي الحاد الذي استمر خمسين عاما والذي ساعد بدوره على تقدم الفتوحات الإسلامية.
صفحة ١١٨