الوضع الاجتماعي في ايران :
لم يكن الوضع الإجتماعي في عهد الساسانيين بأفضل من الوضع السياسي آنذاك أبدا ، فقد بلغ الاختلاف الطبقي الذي كان سائدا في ايران منذ زمن بعيد اشده واقوى درجاته ، واسوء حالاته في العهد الاختلاف الساساني.
فطبقة النبلاء والكهنة كانت تتميز على بقية الطبقات تميزا كاملا ، فهم يختصون بجميع المناصب الاجتماعية الحساسة والعليا ، بينما حرم الكسبة والمزارعون وبقية أبناء الشعب من كافة الحقوق الاجتماعية ، ولم يكن لهم من واجب ودور في النظام إلا دفع الضرائب الثقيلة والمشاركة في الحروب.
يكتب أحد الكتاب الإيرانيين وهو الاستاذ سعيد نفيسي في هذا الصعيد قائلا :
ان ما كان يثير روح النفاق بين الايرانيين اكثر هو سياسة التمايز الطبقي القاسي جدا الذي كان الساسانيون يتبعونها في التعامل مع الشعب ، وكان لها جذور في العهود والحضارات السابقة ، ولكنها بلغت ذورتها في العهد الساساني بالذات!!
ففي الدرجة الاولى كان للعائلات السبع من النبلاء ، ثم للطبقات الخمس إمتيازات خاصة حرمت منها عامة أبناء الشعب.
فالملكية كانت محصورة تقريبا في تلك العائلات السبع مع العلم أن الشعب في العهد الساساني كان يقارب عدد نفوسه مائة وأربعين مليونا في حين لا يبلغ عدد كل واحد من تلك العائلات الممتازة والمتميزة في شؤونها مائة ألف شخص ، فيكون مجموعها سبع مائة ألف (1).
وإذا افترضنا أن حراس الحدود وأمراءهم والملاك الذين كانوا يتمتعون هم الآخرون بشيء من حق الملكية كان يبلغ عددهم أيضا سبع مائة ألف أيضا فيكون حق التملك والمالكية حينئذ خاصا بمليون ونصف من مجموع مائة
صفحة ١٠٤