ما يكفيها من الغلات مدة الشتاء فكانت تكون فى ضيافته طول عمره وقال ابن خلكان : قال ابن الأزرق فى تاريخه : إنه لم يصادر وأحدا من رعيته سوى رجل واحد ، ولم تفته صلاة مع كثرة مباشرته اللذات ، وكانت له ثلاثمائة وستون حظية ، يبيت عند كل واحدة ليلة من السنة ، ولم [ يزل ] كذلك إلى أن توفى فى التاسع والعشرين من شوال من سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة ، وعاش سبعا وسبعين سنة .
ومن الوزراء ، أبو النصر عميد الملك منصور بن محمد وزير السلطان طغرليك ، كان ذكيا فصيحا شاعرا ، لديه فضائل جمة ، حاضر الجواب سريعه ومنهم أبو النصر سابور بن أردشير وزير بهاء الدولة أبى النصر [ابن ] عضد الدولة ، كان من أكابر الوزراء ، وأماثل الروساء ، جمعت فيه الكفاية والدراية ، ومدحه الشعراء لكرمه وفضله ومنهم أبو النصر محمد بن محمد بن جهير الملقب بعميد الملك أحد مشاهير الوزراء وزير القائم ثم [ وزر] لولده
المقتدى ، وكان ذا رأى وعقل وحزم ، وتدبير وإحسان إلى العلماء والفقراء وممن تكنى بأبى النصر من العلماء الكبار أبو النصر محمد بن محمد بن طرخان بن أوزلغ الفاراتى التركى أكبر فلاسفة المسلمين - والرئيس أبو على بن سينا ، تخرج بكتبه وانتفع بكلامه . وكان إماما عظيما فى فنون شتى ، خصوصا المنطق والحكمة والموسيقة . وقال ابن خلكان : ويحك بأن الألة المسماة بالقانون من وضعه ، وهو أول من ركبها هذا التركيب . وقدم دمشق وكان بها إذ ذاك سيف الدولة ابن حمدان فأحسن إليه وكان نديمه . فانظر إلى هذا الملك الذى كان نديمه الفاراتى ، وشاعره المتنبي وخطيبه ابن نباتة وقال ابن خلكان . ورأيت فى بعض المجاميع : أن أبا نصر لما ورد على سيف الدولة بن حمدان ، وكان مجلسه مجلس العظماء في جميع المعارف ، فدخل عليه وهو بزى الأتراك ، فوقف وقال له . سيف الدولة أقعد حيث أنا أو حيث أنت فقال حيث أنت . فتخطى رقاب الناس حتى انتهى إلى سند سيف الدولة وزاحمه فيه حتى أخرجه عنه ، وكان على رأس سيف الدولة مماليكة وله معهم لسان خاص يساررهم به قل أن يعرفه أحد، فقال لهم بذلك اللسان إن هذا الشيخ قد أساء الأدب ، وإنى مسائله عن أشياء إن لم ريوف بها فأخرقوا به ، فقال لهم بذلك اللسان : أيها الأمير اصير فإن الأمور بعواقبها ، فعجب سيف الدولة منه ، وقال له ،
نعم . أتحسن هذا اللسان فقال : نعم أحسن أكثر من سبعين لسانا ، فعظم عنده ، ثم أخذ يتكلم مع العلماء الحاضرين في المجلس في كل فن ، فلم يزل كلامه يعلو ، وكلامهم يسفل حتى صمت الكل وبقى يتكلم وحده ، ثم أخذوا يكتبون مايقول : فصرفهم سيف الدولة وخلا به ، فقال له : هل لك فى أن تأكل فقال : لا ، فقال . فهل تشرب فقال :لا ، فقال : هل تسمع « فقال :نعم . فأمر سيف الدولة بإحضار القيان - وكان له عشر جوق ، كل جوقة عشر قينات - فأحضرهن ، وأحضر كل ماهو فى هذه الصناعة بأنواع الملاهى ، فلم يحرك أحد منهم آلته إلا وغلبه الشيخ ، وقال أخطات . فقال له سيف الدولة : هل تحسن فى هذه الصنعة شيئا ؟ قال : نعم : ثم أخرج من وسطه خريطة ففتحها ، وأخرج منها عيدانا فركبها ، ثم لعب بها فضحك كل من فى المجلس ، ثم فكها وركبها تركيبا آخر فضرب بها ، فيكي كل من فى المجلس ، ثم فكها وغير تركيبها وحركها فنام كل من فى المجلس حتى البواب ، فتركهم نياما وخرج . وكان أزهد الناس في الدنيا ، لا يحتفل بأمر مكسب ولا مسكن ، وأجرى عليه سيف الدولة كل يوم من بيت المال أربعة دراهم ، وهو الذى اقتصر عليها لقناعته ، ولم يزل على ذلك إلى أن توفى سنة تسع وثلائين وثلاثمائة بدمشق ، وصلى عليه سيف الدولة في أربعة من خواصه
وقد ناهز ثمانين سنة ، ودفن خارج الباب الصغير ومن العلماء المحدثين الكبار الأمير أبوالنصر سعد الملك على بن هبق الله ، المعروف بابن ماكولا صاحب المصنفات النافعة منها كتاب الإكمال وعليه اعتماد المحدثين ومن العلماء الخنفية اكبار أبو نصر الألوسي الإمام الكبير من أئمة الشروط ، ومنهم أبو النصر الصفار أحمد بن محمد ، ومنهم أبو النصر الدامعانى من البيت المشهور ، ومنهم أبوالنصر الأقطع شارح القدورى ومن الشعراء المشهوزين المجيدين أبو النصر عبد العزيز ابن عمر بن محمد التميمى السعدى ، طاف البلاد ، ومدح الملوك والوزراء ، والرؤساء ومن أسرار هذه الكنية أن صاحبها إذا أراد أن يدعو الله تعالى عند طلب حاجة من جلب منفعة أو دفع مضرة ، ينبغي
له أن يكبر من قوله ، فانصرنا على القوم الكنفرين وثبت أقدامنا ، وأنصرنا على القوم الكفرين وكفى باللو نصيرا ، واجعل لنا من لذنك نصيرا يعم المولى ونعم النصير ، واجعل لى من لدنك سلطنا نصيرا
الباب الرابع في لقبه وما يدل عليه ومن تلقب به من الملوك
أعلم أن لقب مولانا السلطان الموؤيد ، وهو من الالقاب الحسنة التى تشعر برفعة المسمى ، كما تلقب أبو بكر رضى الله عنه بالصديق والعتيق ، وهو أول من تلقب في الإسلام ، وسمى صديقا لتصديقه خبر الإسراء ، وقيل لتصديقه النبي صلى الله عليه وسلم فى أول الأمر ، وهو أول الناس إيمانا ، وسمى عتيقا لأن النتي صلى الله عليه وسلم قال : من أراد أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إلى أبى بكر وقيل سمى به لجمال وجهه ، وقيل إنه اشم سمتة أمه ، وأبو بكر كنيته ، واسمه عبد الله بن أبى قحاقة عثمان بن عامر ابن صخر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤى ، يلقى أبا النبي صلى الله عليه وسلم فى مرة بن كعب .
وامه أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب ابن سعد . وكانت خلافته سنتين وثلائة أشهر وعشر ليال وقال ابن الأثير : سنتين وأربعة . مات ليلة الثلائاء لثمان بقين من جمادى الأخرة سنة ثلاث عشرة بين المغرب والعشاء ، وله ثلاث وستون سنة وتلقب عمر رضى اللة عنه بالفاروق . روى الزهرى .أن
الذى لقبه به أهل الكتاب لفرقه بين الحق والباطل ، وقال الواقدى بإسناده إلى عائشة . أنها سئلت من سمى عمر الفاروق قالت : النتي صلى الله عليه وسلم . وهو أول من سمى بأمير المؤمنين ، وأول من حياه بها المغيرة بن شعبه ، وقيل غيره وهو عمر بن الخطاب عن تقيل بن عبد العزى ابن [قرط بن ] رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح ابن عدى بن كعب بن إلوى بن غالب ] بن فهر بن مالك يلقى أبا النبى صلى الله عليه وسلم فى كعب بن لوى ، وأمهحنتمه ابنة هاشم ابن المغيرة . وقد ذكرنا وفاته وتلقب عثمان رضى الله عنه بذى النوزين لمكانة ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم تحته وهما رقية وام كلثوم تزوج أولا رقية ثم لما توفيت تزوج بأم كلثوم ثم توفيت ، وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما فى الجنة شجرة ما عليها ورقة إلا مكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله ، أبو بكر الصديق عمر الفاروق ، عئمان ذوالنوزين . رواه الطبرانى بإسنادفيه ضعف .
صفحة غير معروفة