قالوا : إذا أردتم أن نقول لكم بكيفية الاستواء والصعود والنزول والعلو واليد والرجل والجنب والحقو فقولوا لنا كيف ذاته والمعلوم أنكم ستقولون لا نعلم كيفية ذاتها قلنا ونحن لا نعلم كيفية الاستواء.
قلت : سنقول إن الله ليست له كيفية لا مجهولة ولا معلومة، ولن نقول لا نعلم كيفية الذات لأننا نريد بإثبات الذات نفي العدم وإثبات الوجود لله عز وجل المتصف بكونه عالما قادرا حيا أزليا، إذ أن الكيف هو السؤال عن الحال والهيئة وهما عرضان يختصان بالمتغيرات، والله هو الحق الثابت الذي ليس كمثله شيء، فهل ستقولون بنفي الكيف المعلوم والمجهول؟
مع أنكم لا تنفون عن الله مطلق الكيف بل تنفون الكيف المعلوم، فهل تعلمون كيفية الملائكة والروح والجنة؟ وهل عدم علمكم بتلك الكيفية لكونها مجهولة يعني أن الملائكة ليس كمثلهم شيء ، وكذا الروح نجهل كيفيتها مع أنها لا تخرج عن أحد شيئين إما جسم وإما عرض ، الذي يدل على أن لها كيفا مع أننا نجهل كيفيتها ، فهل الروح ليس كمثله شيء؟!!
لابد أن تعلموا أن نفي الكيف المعلوم دون الكيف مطلقا لا يعني التنزيه لله تعالى عن مخلوقاته.
صفحة ٣١