221

صيد الخاطر

الناشر

دار القلم

الإصدار

الأولى

مكان النشر

دمشق

عن الناس، فيخرج الطمع من القلب، ويصفو نشر العلم من شائبة ميلٍ.
٦٨٥- ومن تأمل أخبار الأخيار من الأحبار، وجدهم على هذه الطريقة؛ وإنما سلك طريق الترفه١ عن الكسب من لم يؤثر عنده بذل الدين والوجه، فطلب الراحة، ونسي أنها في المعنى عناء٢، كما فعل جماعة من جهال المتصوفة في إخراج ما في أيديهم، وادعاء التوكل! وما علموا أن الكسب لا ينافي التوكل! وإنما طلبوا طريق الراحة، وجعلوا التعرض للناس كسبًا! وهذه طريقة مركبة من شيئين: أحدهما: قلة الأنفة على العرض، والثاني: قلة العلم.

١ كذا في الأصل ولعلها مصحفة عن الترفع.
٢ عناء: شقاء.
١٥٠- فصل: الهوى يسوق إلى العصيان
٦٨٦- تأملت وقوع المعاصي من العصاة، فوجدتهم لا يقصدون العصيان؛ وإنما يقصدون موافقة هواهم، فوقع٣ العصيان تبعًا، فنظرت في سبب ذلك الإقدام مع العلم بوقوع المخالفة؛ فإذا به ملاحظتهم لكرم الخالق، وفضله الزاخر، ولو أنهم تأملوا عظمته وهيبته، ما انبسطت كف بمخالفته.
فإنه ينبغي -والله- أن يحذر ممن أقل فعله تعميم الخلق بالموت، حتى إلقاء الحيوان البهيم للذبح، وتعذيب الأطفال بالمرض، وفقر العالم، وغنى الجاهل.
٦٨٧- فليعرض المقدم على الذنوب على نفسه الحذر ممن هذه صفته، فقد قال الله تعالى: ﴿وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ﴾ [ال عمران: ٢٨] . وملاحظة أسباب الخوف أدنى إلى الأمن من ملاحظة أسباب الرجاء، فالخائف آخذ بالحزم، والراجي متعلق بحبل طمع، وقد يخلف الظن!

١ في الأصل: فتبع.
١٥١- فصل: التكسب والقناعة
٦٨٨- رأيت عموم أرباب الأموال يستخدمون العلماء، ويستذلونهم بشيء يسير

1 / 223