للتعبيرات اللغوية يحددها دورها الكلي في لغة ما. والحق أن معاني التعبيرات الخاصة بإحدى اللغات لا يمكن أن يعبر عنها في لغة أخرى إلا بطريقة تقريبية. هكذا يتبين أن النسبية السيمانتية هي دعوى لغوية بالدرجة الأساس. غير أن هناك أوجه التقاء بينها وبين ضروب أخرى من النسبية. وأهم من ذلك أنها كثيرا ما يهاب بها في الدفاع عن ضروب نسبية أخرى. «المذهب الكلي في المعنى»
Meaning Holism
ونسبية المعنى
رغم أن فكرة المعنى اللغوي هي فكرة متعددة الجوانب ومثار جدل لا ينتهي، فإن معظم المفكرين يتفقون على أن المعنى والإشارة (المعنى الحقيقي) والصدق هي أفكار سيمانتية محورية. وسوف نبدأ بالفكرة الحدسية عن المعنى، مركزين على تبيان كيف تجند كثيرا فكرة نسبية المعنى للدفاع عن أمور نسبية أخرى، ثم نعرض إلى نسبية «الصدق/الحقيقة» ونسبية «المعنى الإشاري».
اللامقايسة وتغير المفاهيم
لعل أشهر أشكال النسبية السيمانتية وأكثرها تداولا في العقود الحديثة هو مذهب «اللامقايسة»
incommensurability
في المعنى، وهو التصور الذي دعا إليه توماس كون وبول فييرابند (الذي يستشهد بآراء بنيامين ورف لتدعيم فكرته) وكثير غيرهما في القرن العشرين. ورغم أن هذه الآراء قد تم تهذيبها عبر السنين فإن مفادها الأصلي هو أن المصطلحات (مثل «الكتلة»، «الجين»، «الحرارة»، «الإلكترون» ...) الخاصة بالنماذج العلمية الشارحة (كون) أو بالنظريات الخلفية العالمية المستوى (فييرابند) تستمد معناها من موضعها، أو دورها الكلي، داخل النموذج أو النظرية.
عندما يعاني نموذج علمي أو نظرية كبرى تغييرا جوهريا، كما يحدث إبان ثورة علمية، يغير العلماء رأيهم في كثير من أهم العبارات أو الاعتقادات (أو في «قيمة صدقها» إن شئت الدقة) التي تتضمن هذه المصطلحات (مثل: «كتلة شيء ما تبقى ثابتة بالنسبة إلى جميع أطر العطالة») وتظهر في الساحة دعاوى جديدة عجيبة تستخدم هذه المصطلحات. هكذا تتغير أدوار هذه المصطلحات وتتغير معانيها أيضا، هذه صيغة من مذهب «كلية الدلالة أو المعنى»
semantic or meaning holism
صفحة غير معروفة