ودليل أخير -فقد ذكر السخاوى في ترجمته للسيوطي "وأول ما أبرز جزء له في تحريم المنطق جرده من مصنف لابن تيمية" فنحن إذن أمام كتابين للسيوطي أحدهما كتابه الأصلي، صون. والآخر مختصر لكتاب ابن تيمية، أما عن كتاب ابن تيمية الأصلي، فقد ذكره ابن عبد الهادي في في ترجمته المشهورة فقال "وله كتال في الرد على المنطق، مجلد كبير وله مصنفان آخران في الرد على المنطق نحو المجلد" وهذا ما ذكره أيضا ابن القيم الجوزية في كتابه مفتاح دار السعادة كما ذكره صاحب كشف الظنون كما بينا من قبل.
والكتاب الأصلي موجود في الهند -على ما ذكر السيد سليمان بدوي في بحث له هام.
ولكن يبدو أن المخطوط رديء الخط مخروم في كثير من أجزائه بحيث لم يتمكن من نشره بالرغم من أنه أعلن منذ مدة بعيدة أن دائرة المعارف النظامية بحيدر آباد الدكن ستقوم بطبعه.
فالسيوطي إذن قد قدم لنا فائدة علمية لا تقدر إذ أنه حفظ لنا صورة قريبة جدًا من النص الأصلي لابن تيمية. كما حفظ لنا صور الكتب أخرى مفقودة أو متعذر الوصول إليها -ولقد كانت هذه إحدى أيادي السيوطي السابغة على الفكر الإسلامي.
1 / 18