[23] ابن عائد ، نا الوليد ، نا إبراهيم بن محمد ، عن الأعمش (cxvi[116]) ، عن أبي ظبيان (cxvii[117]) ، قال : أوصى أبو أيوب أن يدفن إلى جانب القسطنطينية ، فناهضنا المدينة حتى دنونا منها ، ثم دفناه حتى أقدامنا .
قال ونا الوليد ، نا غير واحد ، منهم أبو سعيد المعيطي (cxviii[118]) : أن أهل القسطنطينية قالوا ليزيد ومن معه : ما هذا ؟! ننبشه غدا ، قال يزيد : ذا صاحب نبينا ، أوصى بهذا لئلا يكون أحد من المجاهدين ومن مات في سبيل الله أقرب إليكم منه ، لئن فعلتم لأنزلن كل جيش بأرض العرب ،ولأهدمن كل كنيسة ، قالوا : إنما أردنا أن نعرف مكانه منكم ، لنكرمنه لصحبته ومكانه ، قال : فبنوا عليه قبة بيضاء ، وأسرجوا عليه قنديلا ، قال أبو سعيد : وأنا دخلت عليه القبة في سنة مائة ، ورأيت قنديلها ، فعرفنا أنه لم يزل يسرج حتى نزلنا بهم (cxix[119]) .
[24] محمد بن عائذ ، نا الوليد بن مسلم ، قال : قال سعيد بن عبد العزيز : أغزا معاوية الناس الصوائف وشتاهم بأرض الروم ست عشرة صائفة بها ، وشتوا ، ثم يقفل ، ويدخل معقبتها ، ثم اغترهم ، فأغزاهم يزيد ابنه في جماعة من أصحاب رسول الله في البر والبحر ، حتى أجاز بهم الخليج ، وقاتلوا أهلها على بابها ، وقفل . قالوا فلم يزل معاوية على ذلك حتى مضى لسبيله(cxx[120]) .
[25] محمد بن عائذ ، قال : نا الوليد بن مسلم ، نا زيد بن ذعلبة البهراني ، أن يزيد بن معاوية استخلف ابن مكرز على شاتيته سنة خمسين ؛ يعني حين انصرف من غزو القسطنطينية في عهد أبيه معاوية (cxxi[121]).
[26] أبو عبد الله محمد بن عائذ ، أنا الوليد ، نا سعيد بن عبد العزيز ، أن أبا مسلم الخولاني (cxxii[122]) كان ممن شتى مع بسر بن أبي أرطأة ، فأدركه أجله بها ، فأتاه بسر في مرضه ، فقال له أبو مسلم : اعقد لي على من مات معك من المسلمين في هذه الغزاة ؛ فإني أرجو أن آتي بهم يوم القيامة على لوائهم .
صفحة ٢٣