[68] قال محمد بن عائذ : أخبرنا الوليد بن مسلم ، حدثني إسماعيل بن عياش : أن رجلا من الجيش أتى أبا الأبيض العبسي بدابق قبل نزولهم على الطوانة ، فقال رأيت في يدك قناة فيها سنان يضئ لأهل العسكر كضوء كوكب، فقال : إن صدقت رؤياك إنها للشهادة ، قال : فاستشهد في قتال أهل الطوانة . قال ابن عائذ : فحدثني محمد بن يحيى الثقفي : أن أبا الأبيض قال هذه الأبيات :
ألا ليت شعري هل يقولن قائل وقد حان منهم عند ذاك قفول
تركنا ولم نجنن من الطير لحمه أبا الأبيض العبسي وهو قتيل
فعري أفراسي ورنت حليلتي كأن لم تكن بالأمس ذات حليل
وذي أمل يرجو تراثي وإن ما يصير له منه غدا لقليل
وما لي تراث غير درع حصينة وأجرد من ماء الحديد صقيل
وقيل : إن أبا الأبيض خرج مع العباس بن الوليد في الصائفة ، فقال أبو الأبيض : رأيت كأني أتيت بتمر وزبد فأكلته ، ثم دخلت الجنة ، فقال العباس : نعجل لك الزبد والتمر ، والله لك بالجنة ، فدعا له بتمر وزبد ، ثم لقي أبو الأبيض العدو ، فقاتل حتى قتل . قال الليث : وفي سنة ثمان وثمانين غزا مسلمة وعباس بن أمير المؤمنين طوانة . قال الوليد بن مسلم : حدثني من أصدق : أن الوليد لما عزم على غزو الطوانة ، فذكر القصة قال : وقتل أبو الأبيض العبسي (ccxii[212]).
[69] وفي سنة تسعين غزا العباس بن الوليد الصائفة . وفي سنة إحدى وتسعين غزا الصائفة العباس ، وأصاب للروم سرحا وعلاقة . وفي سنة اثنتين وتسعين غزا العباس الصائفة . وفي سنة ثلاث وتسعين غزا العباس بن الوليد الصائفة اليسرى ، وغزا مروان بن الوليد(ccxiii[213]) الصائفة الأخرى . وفي سنة أربع وتسعين غزا العباس بن الوليد الصائفة اليسرى ؛ فافتتح هرقلة . وفي سنة خمس وتسعين غزا العباس الصائفة فافتتح حصونا (ccxiv[214]) .
صفحة ٤٠