الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة
محقق
عبد الرحمن بن عبد الله التركي وكامل محمد الخراط
الناشر
مؤسسة الرسالة ودار الوطن
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٧ هجري
مكان النشر
بيروت والرياض
تصانيف
العقائد والملل
على أَنا نقُول انْتِفَاء النَّص الْجَلِيّ مَعْلُوم قطعا وَإِلَّا لم يُمكن ستره عَادَة إِذْ هُوَ مِمَّا تتوفر الدَّوَاعِي على نَقله وَأَيْضًا لَو وجد نَص لعَلي لمنع بِهِ غَيره كَمَا منع أَبُو بكر مَعَ أَنه أَضْعَف من عَليّ عِنْدهم الْأَنْصَار بِخَبَر الْأَئِمَّة من قُرَيْش فأطاعوه مَعَ كَونه خبر وَاحِد وَتركُوا الْإِمَامَة وادعاءها لأَجله فَكيف حِينَئِذٍ يتَصَوَّر وجود نَص جلي بتعين عَليّ وَهُوَ بَين قوم لَا يعصون خبر الْوَاحِد فِي أَمر الْإِمَامَة وهم من الصلابة فِي الدّين بِالْمحل الْأَعْلَى بِشَهَادَة بذلهم الْأَنْفس وَالْأَمْوَال ومهاجرتهم الْأَهْل والوطن وقتلهم الْأَوْلَاد والآباء فِي نصْرَة الدّين ثمَّ لَا يحْتَج عَليّ عَلَيْهِم بذلك النَّص الْجَلِيّ بل وَلَا قَالَ أحد مِنْهُم عِنْد طول النزاع فِي أَمر الْإِمَامَة مَا لكم تتنازعون فِيهَا وَالنَّص الْجَلِيّ قد عين فلَانا لَهَا فَإِن زعم زاعم أَن عليا قَالَ لَهُم ذَلِك فَلم يطيعوه كَانَ جَاهِلا ضَالًّا مفتريا مُنْكرا للضروريات فَلَا يلْتَفت إِلَيْهِ وَأما الْخَبَر الْآتِي فِي فَضَائِل عَليّ أَنه قَامَ فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أنْشد الله من شهد يَوْم غَدِير خم إِلَّا قَامَ وَلَا يقوم رجل يَقُول نبئت أَو بَلغنِي إِلَّا رجل سَمِعت أذنَاهُ ووعاه قلبه فَقَامَ سَبْعَة عشر صحابيا وَفِي رِوَايَة ثَلَاثُونَ فَقَالَ هاتوا مَا سَمِعْتُمْ فَذكرُوا الحَدِيث الْآتِي وَمن جملَته من كنت مَوْلَاهُ فعلي مَوْلَاهُ فَقَالَ صَدقْتُمْ وَأَنا على ذَلِك من الشَّاهِدين فَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك عَليّ بعد أَن آلت إِلَيْهِ الْخلَافَة لقَوْل أبي الطُّفَيْل رَاوِيه كَمَا ثَبت عِنْد أَحْمد وَالْبَزَّار جمع عَليّ النَّاس بالرحبة يَعْنِي بالعراق ثمَّ قَالَ لَهُم أنْشد الله من شهد يَوْم
1 / 103