الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة
محقق
عبد الرحمن بن عبد الله التركي - كامل محمد الخراط
الناشر
مؤسسة الرسالة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٧هـ - ١٩٩٧م
مكان النشر
لبنان
﵁ فَأَنا ولي رَسُول الله ﷺ فَقَبضهُ أَبُو بكر فَعمل فِيهِ بِمَا عمل فِيهِ رَسُول الله ﷺ وَأَنْتُم حِينَئِذٍ حاضرون وَأَقْبل على عَليّ وَالْعَبَّاس وَقَالَ تذكران أَن ابا بكر كَانَ فِيهِ كَمَا تقولان وَالله يعلم إِنَّه فِيهِ لصَادِق بار رَاشد تَابع للحق ثمَّ توفى الله أَبَا بكر فَقلت أَنا ولي رَسُول الله ﷺ وَأبي بكر فقبضته سنتَيْن من إمارتي أعمل فِيهِ بِمَا عمل فِيهِ رَسُول الله ﷺ وَأَبُو بكر وَالله يعلم إِنِّي فِي لصَادِق بار رَاشد تَابع للحق ثمَّ جئتماني كلاكما وكلمتكما وَاحِدَة وأمركما جَمِيع فجئتني يَعْنِي عباسا فَقلت لَكمَا إِن رَسُول الله ﷺ قَالَ (لَا نورث مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَة) فَلَمَّا بدا لي أَن أدفعه إلَيْكُمَا قلت إِن شئتما دَفعته إلَيْكُمَا على أَن عَلَيْكُمَا عهد الله وميثاقه لتعملان فِيهِ بِمَا عمل فِيهِ رَسُول الله ﷺ وَأَبُو بكر وَمَا عملت فِيهِ مُنْذُ وليت وَإِلَّا فَلَا تكلماني فقلتما ادفعه إِلَيْنَا بذلك فَدَفَعته إلَيْكُمَا أفتلتمسان مني قَضَاء غير ذَلِك فوَاللَّه الَّذِي بِإِذْنِهِ تقوم السَّمَاء وَالْأَرْض لَا أَقْْضِي فِيهِ بِقَضَاء غير ذَلِك حَتَّى تقوم السَّاعَة فَإِن عجزتما عَنهُ فادفعاه إِلَيّ فَأَنا أكفيكماه قَالَ فَحدثت هَذَا الحَدِيث عُرْوَة بن الزبير فَقَالَ صدق مَالك ابْن أَوْس أَنا سَمِعت عَائِشَة زوج النَّبِي ﷺ تَقول أرسل أَزوَاج النَّبِي ﷺ عُثْمَان إِلَى أبي بكر يسألنه ثمنهن مِمَّا أَفَاء الله على رَسُوله ﷺ فَكنت أَنا أردهن فَقلت لَهُنَّ أَلا تتقين الله ألم تعلمن أَن رَسُول الله ﷺ كَانَ يَقُول (لَا نورث مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَة) يُرِيد بذلك نَفسه إِنَّمَا يَأْكُل آل مُحَمَّد فِي هَذَا المَال فَانْتهى أَزوَاج النَّبِي ﷺ إِلَى مَا أخبرتهن قَالَ فَكَانَت هَذِه الصَّدَقَة بيد عَليّ منعهَا عَليّ
1 / 96