الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة

ابن حجر الهيتمي ت. 974 هجري
43

الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة

محقق

عبد الرحمن بن عبد الله التركي وكامل محمد الخراط

الناشر

مؤسسة الرسالة ودار الوطن

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٧ هجري

مكان النشر

بيروت والرياض

لَكِن أخرج ابْن سعد عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد قَالَ كَانَ أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي يفتون على عهد رَسُول الله ﷺ ثمَّ اسْتدلَّ على أعلميته بالْخبر الرَّابِع من الْأَخْبَار الدَّالَّة على خِلَافَته وَقَالَ ابْن كثير كَانَ الصّديق أَقرَأ الصَّحَابَة أَي أعلمهم بِالْقُرْآنِ لِأَنَّهُ ﷺ قدمه إِمَامًا للصَّلَاة بالصحابة مَعَ قَوْله (يؤم الْقَوْم أقرؤهم لكتاب الله) وَسَيَأْتِي خبر (لَا يَنْبَغِي لقوم فيهم أَبُو بكر ان يؤمهم غَيره) وَكَانَ مَعَ ذَلِك أعلمهم بِالسنةِ كلما رَجَعَ إِلَيْهِ الصَّحَابَة فِي غير مَوضِع يبرز عَلَيْهِم بِنَقْل سنَن عَن النَّبِي ﷺ يحفظها ويستحضرها عِنْد الْحَاجة إِلَيْهَا لَيست عِنْدهم وَكَيف لَا يكون كَذَلِك وَقد واظب صُحْبَة رَسُول الله ﷺ من أول الْبعْثَة إِلَى الْوَفَاة وَهُوَ مَعَ ذَلِك من أزكى عباد الله وأفضلهم وَإِنَّمَا لم يروعنه من الْأَحَادِيث إِلَّا الْقَلِيل لقصر مدَّته وَسُرْعَة وَفَاته بعد النَّبِي ﷺ وَإِلَّا فَلَو طَالَتْ مدَّته لكثر ذَلِك عَنهُ جدا وَلم يتْرك الناقلون عَنهُ حَدِيثا إِلَّا نقلوه وَلَكِن كَانَ الَّذِي فِي زَمَانه من الصَّحَابَة لَا يحْتَاج أحد مِنْهُم أَن ينْقل عَنهُ مَا قد شَاركهُ هُوَ فِي رِوَايَته فَكَانُوا ينقلون عَنهُ مَا لَيْسَ عِنْدهم

1 / 48