228

الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة

محقق

عبد الرحمن بن عبد الله التركي وكامل محمد الخراط

الناشر

مؤسسة الرسالة ودار الوطن

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٧ هجري

مكان النشر

بيروت والرياض

تصانيف

Creeds and Sects
الآخر قَالَ شريك قَالَ سعيد بن الْمسيب تَأْوِيلهَا قُبُورهم انْتهى
وَأَقُول تَأْوِيلهَا أَيْضا على خلَافَة الثَّلَاثَة على تَرْتِيب مجيئهم مُمكن بل هُوَ الْمُوَافق لحَدِيث الْبِئْر السَّابِقَة رواياته وطرقه فِي تَاسِع الْأَحَادِيث الدَّالَّة على خلَافَة أبي بكر وَيكون جُلُوس الشَّيْخَيْنِ بجانبه ﷺ وضيق الْمحل عَن عُثْمَان حَتَّى جلس أمامهم إِشَارَة إِلَى عَظِيم خِلَافَتهمَا وسلامتها من تطرق الْفِتَن إِلَيْهَا على أتم الْوُجُوه وأكملها وَإِلَى أَن صُدُور الْمُؤمنِينَ وأحوالهم فِيهَا كَانَت على غَايَة من السرُور واعتدال الْأَمر
وَأما خلَافَة عُثْمَان وَعلي فَإِنَّهَا وَإِن كَانَت صدقا وَحقا وعدلا لَكِن اقْترن بهَا أَحْوَال من أَحْوَال بني أُميَّة وسفهائهم كدرت الْقُلُوب وشوشت على الْمُسلمين وتولد بِسَبَبِهَا تِلْكَ الْفِتَن الْعَظِيمَة
وَيُؤَيّد مَا ذكرته أَن النَّبِي ﷺ أَشَارَ إِلَى ذَلِك بقوله فِي عُثْمَان (على بلوى تصيبه) وَتلك الْبلوى لم تتولد إِلَّا لما ذكرته من قَبِيح أَحْوَال بني أُميَّة كَمَا سَيَأْتِي بسط ذَلِك فِي مَبْحَث خلَافَة عُثْمَان وَذكر فضائله ومآثره
وَاعْلَم أَنه وَقع فِي رِوَايَات أخر مَا فِيهِ مُخَالفَة لبَعض مَا مر فِي تِلْكَ الرِّوَايَة فقد أخرج أَبُو دَاوُد نَحْو تِلْكَ الرِّوَايَة عَن أبي سَلمَة عَن نَافِع عَن عبد الْحَارِث الْخُزَاعِيّ قَالَ دخل رَسُول الله ﷺ حَائِطا من حَوَائِط الْمَدِينَة فَقَالَ لِبلَال (أمسك الْبَاب

1 / 235