الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة
محقق
عبد الرحمن بن عبد الله التركي وكامل محمد الخراط
الناشر
مؤسسة الرسالة ودار الوطن
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٧ هجري
مكان النشر
بيروت والرياض
تصانيف
العقائد والملل
فيهم فَإِنَّهُم لم يشقوا عَن قلب عَليّ حَتَّى يعلمُوا أَن ذَلِك تقية بل قَرَائِن أَحْوَاله وَمَا كَانَ عَلَيْهِ من عَظِيم الشجَاعَة والإقدام وَأَنه لَا يهاب أحدا وَلَا يخْشَى فِي الله لومة لائم قَاطِعَة بِعَدَمِ التقية فَلَا أقل أَن يجْعَلُوا ذَلِك مِنْهُم شُبْهَة لأهل السّنة مَانِعَة من اعْتِقَادهم كفرهم سُبْحَانَكَ هَذَا بهتان عَظِيم
خَاتِمَة
سُئِلَ شيخ الْإِسْلَام مُحَقّق عصره أَبُو زرْعَة الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ ﵀ عَمَّن اعْتقد فِي الْخُلَفَاء الْأَرْبَعَة الْأَفْضَلِيَّة على التَّرْتِيب الْمَعْلُوم وَلكنه يحب أحدهم أَكثر هَل يَأْثَم
فَأجَاب بِأَن الْمحبَّة قد تكون لأمر ديني وَقد تكون لأمر دُنْيَوِيّ فالمحبة الدِّينِيَّة لَازِمَة للأفضلية فَمن كَانَ افضل كَانَت محبتنا الدِّينِيَّة لَهُ أَكثر فَمَتَى اعتقدنا فِي وَاحِد مِنْهُم أَنه أفضل ثمَّ أحببنا غَيره من جِهَة الدّين أَكثر كَانَ تناقضا نعم إِن أحببنا غير الْأَفْضَل أَكثر من محبَّة الْأَفْضَل لأمر دُنْيَوِيّ كقرابة وإحسان وَنَحْوه فَلَا تنَاقض فِي ذَلِك وَلَا امْتنَاع فَمن اعْترف بِأَن أفضل هَذِه الْأمة بعد نبيها ﷺ أَبُو بكر ثمَّ عمر ثمَّ عُثْمَان ثمَّ عَليّ لكنه أحب عليا أَكثر من أبي بكر مثلا فَإِن كَانَت الْمحبَّة الْمَذْكُورَة محبَّة دينية فَلَا معنى لذَلِك إِذْ الْمحبَّة الدِّينِيَّة لَازِمَة للأفضلية كَمَا قَرَّرْنَاهُ وَهَذَا لم يعْتَرف بأفضلية أبي بكر إِلَّا بِلِسَانِهِ وَأما بِقَلْبِه فَهُوَ مفضل لعَلي لكَونه أحبه محبَّة دينية زَائِدَة على محبَّة أبي بكر وَهَذَا لَا يجوز وَإِن كَانَت الْمحبَّة الْمَذْكُورَة محبَّة دنيوية لكَونه من ذُرِّيَّة عَليّ أَو لغير ذَلِك من الْمعَانِي فَلَا امْتنَاع فِيهِ
1 / 187