وتولاني الهلع فقلت مندفعا بلا تردد هذه المرة: إني أفكر .. أعني .. إني أرغب في طلب يدك إذا سمحت لي!
وتنهدت بصوت مسموع، وغمرني ارتياح واستسلام، تكلمت أخيرا ونفست عن صدري وليكن ما يكون!
ومضت ثانية من الصمت العميق مثل الهدوء الذي يعقب عاصفة هوجاء، ثم أخذت تسير في خطوات قصيرة دون أن تنبس، فعاودني الجزع وتبعتها وأنا أقول كمن يستجدي الجواب: هذه كلمتي!
فقالت بصوت منخفض خيل إلي أنه بلغ أذني هادئا لا أثر فيه لحدة أو غضب: لا يليق بك أن تتبعني هكذا.
فقلت بعجلة ولهوجة: إني استأذنتك فلا تتركيني بغير جواب!
فقالت بضيق: لست أنا الذي أخاطب في هذا الشأن!
فخفق قلبي بعنف وفاض به سرور لا يوصف وقلت: إني أدرك هذا، بيد أنني خفت أن يكون أحد قد سبقني!
فقالت بصوت لا يكاد يسمع: هب هذا حصل ...
فهتفت في إشفاق وحسرة: أأفلتت الفرصة من يدي؟!
فنفخت قائلة: لا تتبعني إلى أكثر من هذا؛ لأني أقترب من البيت!
صفحة غير معروفة