وحدثني المغيرة بن محمد المهلبي قال: ذاكرت اسماعيل بن اسحاق القاضي، عند الحديث وان ابا سفيان قال لعثمان: بأبي انت انفق ولا تكن كأبي حجر، وتداولوها يا بني امية تداول الولدان الكرة، فو الله ما من جنة ولا نار، وكان الزبير حاضرا فقال عثمان لأبي سفيان أعزب فقال: يا بني ا هاهنا أحد قال الزبير: نعم والله لأكتمها عليك، قال فقال اسماعيل: هذا باطل قلت: وكيف ذلك قال: ما انكر هذا من أبي سفيان، ولكن انكر ان يكون سمعه عثمان ولم يضرب عنقه (1) .
وجاء ابو سفيان الى علي (عليه السلام) فقال: وليتم على هذا الأمر أذل بيت قريش، أما والله لئن شئت لأملانها على أبي فضيل خيلا ورجلا، فقال علي (عليه السلام): طالما غششت الاسلام وأهله، فما ضررتهم شيئا لا حاجة لنا الى خيلك ورجلك. لو لا انا رأينا ابا بكر لها أهلا لما تركناه (2) .
ولما بويع لأبي بكر، كان الزبير، والمقداد، يختلفان في جماعة من الناس الى علي، وهو في بيت فاطمة، فيتشاورون ويتراجعون امورهم، فخرج عمر حتى دخل على فاطمة (عليها السلام) وقال يا بنت رسول الله تامني احد من الخلق احب الينا من أبيك، وما من أحد أحب الينا منك بعد أبيك، وأيم الله ما ذاك بما نعى ان اجتمع هؤلاء النفر عندك ان آمر بتحريق البيت عليهم، فلما خرج عمر جاءوها فقالت: تعلمون ان عمر جاءني وحلف لي بالله ان عدتم ليحرقن عليكم البيت، وأيم الله ليمضين لما حلف له، فانصرفوا عناء راشدين، فلم يرجعوا الى بيتها وذهبوا فبايعوا لأبي بكر [1].
صفحة ٣٨