وكان سانين امرأ يلذه كل إنسان فهو لهذا مرتاح إلى معرفة الناس.
ولكن يوري كان يذهب إلى أن الناس قل أن يكون فيهم من يطيب مخبره. ومن أجل ذلك كان يزهد في لقاء الغرباء وكان إيفانوف يعرف سانين قليلا وقد راقه ما سمعه عنه فذهب إليه قبل سواه، وأخذ يحادثه وصافحه سمينوف محتفلا.
وقالت لياليا: «الآن نستطيع أن نتمتع جميعا بعد هذه الرسميات المتعبة.»
ولكن الكلفة ألقت ظلها على الجميع في أول الأمر، إذ كان كثيرون منهم لم يسبق لبعضهم ببعض عهد، فلما شرعوا يأكلون وأصاب الرجال من الأشربة والنساء من النبيذ لم تلبث الكلفة أن أخلت الميدان للمرح، فشربوا كثيرا وكثر الضحك والمزاح وتسابق البعض وصعد الآخرون على التل، وكان كل ما حولهم من السكون والوضاءة والغابات الخضراء من الجمال بحيث لا يتأتى للكآبة أن تبسط ظلها على نفوسهم.
وقال ريازانتزيف وهو يلهث ووجهه متقد: «لو أن كل امرئ وثب وجرى على هذا النحو لاختفت تسعة أعشار الأمراض من العالم ...»
فزادت لياليا: «والرذائل أيضا.»
وقال إيفانوف: «أما من حيث الرذائل فسيبقى منها الكفاية دائما.»
ومع أنه لم ير أحد أن في هذا القول فكاهة أو سدادا فقد ضحكوا جميعا.
ومالت الشمس للمغيب وهم يشربون الشاي وتوهج النهر ونفذت أشعة النور الدافئة الحمراء من خلل الأشجار.
وصاحت بهم ليدا: «والآن إلى الزورق.»
صفحة غير معروفة