وهزت يد أخيها وجرته معها وهي تضحك: «قفي. من هذا الشاب الفاتن؟» - «خطيبي.»
قالت ذلك وهي فرحة مضطربة واستدارت بسرعة فانتفخ ثوبها.
وكان يوري يعلم من رسائل أبيه وأخته أن طبيبا شابا نزل بالبلدة وأنه يخطب ودها ولكنه لم يكن يعلم أن خطبتهما صارت أمرا واقعا.
فقال وبه دهشة: «هل تعنين هذا حقا؟»
وخيل إليه أن من بواعث العجب أن يكون لأخته لياليا الصغيرة الحسناء النضرة عاشق وهي تكاد تكون طفلة، وأن توشك أن تصبح عروسا وزوجة. وخالجه العطف على أخته والمرثية لها. فلف ذراعه حول خصرها ومضى معها إلى غرفة المائدة حيث كانت تلتمع آنية الشاي الصقيلة في ضوء المصباح، فألفى بجانب أبيه شابا وثيق التركيب، قوي معارف الوجه مليحها، حاد العينين براقهما إلا أنه ليس بالروسي في سحنته. وكانا جالسين إلى المائدة فوقف الشاب لما أقبل يوري بهيئة المتودد وقال: «قدميني إليه.»
فقالت لياليا متصنعة الوقار المضحك في إيمائها: «أناتول بافلوفتش ريازانتزيف؟»
فأضاف أناتول إلى قولها مازحا بدوره: «وهو ينشد صداقتك وتسامحك.»
فتصافق الرجلان وهما صادقا الرغبة في التآخي، وكان من يراهما يقول إنهما يهمان بأن يتعانقا، ولكنهما كبحا نفسيهما واجتزآ بأن يتبادلا نظرات الود الصريحة.
قال ريازانتزيف لنفسه مندهشا: «وهذا إذن أخوها؟»
فقد كان يتصور أن أخا لياليا القصيرة الجميلة الضحوك لا بد أن يكون قصيرا جميلا ضحوكا مثلها. ولكن يوري كان على عكسها طويلا نحيفا أسمر وإن كان على هذا وسيما حسن الوجه.
صفحة غير معروفة