سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي
محقق
عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
مكان النشر
بيروت
تصانيف
التاريخ
قتلنَا أَبَا النَّجَاشِيّ ثمَّ ملكنا أَخَاهُ فتوارث ملكه بنوه فَإِنَّهُم اثْنَا عشر رجلا يمْكث فيهم الْملك زَمَانا فعدوا على أبي النَّجَاشِيّ فَقَتَلُوهُ ثمَّ ملكوا أَخَاهُ وَنَشَأ مَعَ عَمه وَكَانَ لبيبًا حاذقًا فغلب على أَمر عَمه وَنزل مِنْهُ كل منزل فَلَمَّا رَأَتْ الْحَبَشَة مَكَانَهُ مِنْهُ قَالَت الْحَبَشَة وَالله لقد غلب هَذَا الْفَتى على أَمر عَمه وَإِنَّا لنتخوف أَن يملكهُ علينا فيقتلنا أَجْمَعِينَ لقد عرف أَنا قتلنَا أَبَاهُ فَمَشَوْا إِلَى عَمه فَقَالُوا إِنَّا قتلنَا أَبَا هَذَا الْغُلَام وَقد عرف أَنا قَتَلْنَاهُ وملكناك علينا فَإنَّا نتخوف على أَنْفُسنَا مِنْهُ فاقتله أَو أخرجه من بلادك فَقَالَ وَيحكم قتلتم أَبَاهُ بالْأَمْس وأقتله الْيَوْم اذْهَبُوا فأخرجوه من بِلَادكُمْ فبيعوه فِي هَذَا السُّوق فأخرجوه إِلَى السُّوق وَأَقَامُوا فِيهِ فجَاء تَاجر فَاشْتَرَاهُ بستمائة دِرْهَم فَأَخذه فِي سفينة فَانْطَلق بِهِ حَتَّى إِذا كَانَ الْعشي من ذَلِك الْيَوْم هَاجَتْ سَحَابَة من سحائب الْحَرِيق فَخرج عَمه يستمطر فأصابته صَاعِقَة فَأَحْرَقتهُ فَرَجَعُوا إِلَى بنيه فَإِذا هم لَيْسَ فيهم خير فَقَالَت الْحَبَشَة بَعضهم لبَعض هلك وَالله ملككم تعلمُونَ أَن ملككم الَّذِي بعتموه فَإِن كَانَ لكم فِي ملككم حَاجَة فأدركوه فَخَرجُوا فِي طلبه فأدركوا التَّاجِر وأخذوه مِنْهُ ثمَّ جَاءُوا بِهِ فعقدوا عَلَيْهِ التَّاج وأقعدوه على سَرِير الْملك فملكوه فَجَاءَهُمْ التَّاجِر فَقَالَ أعطوني دراهمي كَمَا أَخَذْتُم غلامي قَالُوا لَا وَالله لَا نَفْعل قَالَ وَالله لأشكونكم إِلَى الْملك فجَاء إِلَى مجْلِس الْملك فَقَالَ أَيهَا الْملك إِنِّي ابتعت غُلَاما ثمَّ أَتَانِي باعته فانتزعوه مني فسألتهم مَالِي فَأَبَوا أَن يعطوني فَنظر النَّجَاشِيّ إِلَيْهِ فَقَالَ وَالله لتعطنه مَاله أَو ليضعن يَده فِي يَد عَبده فَيذْهب بِهِ حَيْثُ يَشَاء فَقَالُوا بلَى نُعْطِيه مَاله فَكَانَ هَذَا من النَّجَاشِيّ أول مَا اختبر من صلاتبه فِي دينه وعدله فِي ملكه انْتهى وَالْكَلَام يجر بعضه بَعْضًا فالمسؤل من النَّاظر التسامح والإغضاء وَكَانَ عَمْرو بن الْعَاصِ سَافر بامرأته فَلَمَّا ركبُوا الْبَحْر كَانَ عمَارَة قد هوى امْرَأَة عَمْرو وهويته لِأَنَّهُ كَانَ جميلًا وسيمًا عَزِيزًا فِي قُرَيْش قلت وَهُوَ الَّذِي قَالَت قُرَيْش عَنهُ لأبي طَالب خُذ عمَارَة بن الْوَلِيد وتبناه بَدَلا عَن مُحَمَّد
وادفع إِلَيْنَا مُحَمَّدًا نَقْتُلهُ فَقَالَ لَهُم أَبُو طَالب تعطوني ولدكم أغذوه لكم وأدفع لكم ابْني تَقْتُلُونَهُ بئْسَمَا سفهت بِهِ أحلامكم وَهُوَ أَيْضا أحد الرجلَيْن
1 / 325