221

سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي

محقق

عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

مكان النشر

بيروت

تصانيف

التاريخ
الَّذِي كَانَ لَا يسْجد لأبرهة كَمَا تسْجد الفيلة أَن يحضر بَين يَدَيْهِ فَلَمَّا نظر الْفِيل إِلَى وَجه عبد الْمطلب برك كَمَا يبرك الْبَعِير وخر سَاجِدا وأنطقه الله فَقَالَ السَّلَام على النُّور الَّذِي فِي ظهرك يَا عبد الْمطلب كَذَا رَوَاهُ فِي المنظوم وَالْمَفْهُوم ثمَّ قَامَ عبد الْمطلب حَتَّى أَتَى الْبَيْت وَأخذ بحلقتي الْبَاب وَقَالَ // (من مجزوء الْكَامِل) // (لاهم إِن الْمَرْء يمْنَع ... رَحْله فامنع حلالك) (لَا يغلبنّ صليبهم ... ومحالهم أبدا محالك) (وانصر على ال الصَّلِيب ... وعابديه الْيَوْم آلك) (إِن كنت تاركهم وكعبتنا ... فأمرٌ مَا بدا لَك) وَلما وصل الْجَيْش وَمَعَهُمْ الْفِيل وَكَانَ فيلًا عَظِيما لم ير مثله عظما اسْمه مَحْمُود فَلَمَّا كَانَ بالمغمس برك فضربوه فِي بِرَأْسِهِ بالمعاول ضربا شَدِيدا فابى فوجوه إِلَى جِهَة الْيمن فَقَامَ مسرعًا ثمَّ أرسل الله عَلَيْهِم طيرًا أبابيل من الْبَحْر مَعَ كل طَائِر ثَلَاثَة أَحْجَار كل حجر زنة طسوج حجر فِي منقاره وحجران فِي رجلَيْهِ كأمثال العدس هَيْئَة تصيب الْفَارِس فِي قنة رَأسه فتقطع أمعاءه وَتخرج من دبره فَخَرجُوا هاربين يتساقطون بِكُل طَرِيق فَكَانَ لحجر يغوص فِي الأَرْض من شدَّة وَمَعَهُ وَأُصِيب أَبْرَهَة بداء فِي جِسْمه فتساقطت أنامله انملة انملة واسل مِنْهُ الصديد والقبح وَالدَّم وَمَا مَاتَ حَتَّى اندع قلبه وَإِلَى هَذَا أَشَارَ سُبْحَانَهُ بقوله ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فعل رَبك بأصحاب الْفِيلِ﴾ السُّورَة الْفِيل ١ ثمَّ قَامَ عبد الْمطلب منشدًا لما بدد الله شملهم وهدهم وَخيَّب أمالهم وصدهم // (من الرمل) // (أيّها الدّاعي الّذي أسمعتني ... ثمّ مَا بِي عَن نداكم من صمم) (إنّ للبيت لربًّا مَانِعا ... من يردهُ بأثامٍ مصطلم) (رامه تبّع فِيمَا حشدت ... حِمير والحيّ من آل قدم) (فانثنى عَنهُ وَفِي أوداجه ... خارجٌ أمسك عَنهُ بالكظم) (قلت والأشرم ترمي خيله ... إنّ ذَا الأشرم غرٌّ بِالْحرم)

1 / 274