167

سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي

محقق

عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

مكان النشر

بيروت

تصانيف

التاريخ
على مَكَّة واستوطنوا الدَّار مَعَ إِسْمَاعِيل وَمن تقدمهم من العماليق من بني كركر وَقد قيل فِي بني كركر إِنَّهُم من جرهم فَإِن السُّهيْلي ذكر مَا يَقْتَضِي أَن قطورا الَّذين مِنْهُم السميدع هَذَا من جرهم وَالْأَشْهر أَنهم من العماليق وَالله أعلم وَذكر الشَّيْخ فتح الله بن مُوسَى بن حَمَّاد الأندلسي فِي كتاب لَهُ نظم فِيهِ السِّيرَة لِابْنِ إِسْحَاق خَبرا طَويلا فِيهِ مَا يُخَالف مَا ذكره المَسْعُودِيّ والسهيلي فِي نسب جدهم جرهم وَفِيه مَا يُخَالف مَا ذكره ابْن إِسْحَاق فِي سَبَب تَسْمِيَة قعيقعان وأجياد وفاضح والمطابخ فَاقْتضى ذكره لإِفَادَة ذَلِك وَغَيره من الْفَوَائِد وَهُوَ أَن إلْيَاس بن مُضر قَالَ سَأَلت عمي إياد بن نزار عَن أصل مَاله وَكَانَ متمولًا فَذكر أَنه مرت عَلَيْهِ سنُون وَلم تبْق لَهُ سوى عشرَة أبعر يعود بكراها على أَهله وَذكر أَنه كَانَ ابكر اخوته الثَّلَاثَة مُضر وَرَبِيعَة وإنمار ثمَّ قَالَ فَخرج إياد إِلَى الشَّام بجماله فَلم يجد من يكتري مِنْهُ فَسمع صَوتا كالرعد يُنَادي من يحملني إِلَى الْحرم وَله وقر جمله درا وياقوتًا وعقيانًا وَلَا يجِيبه أحد فتتبع الصَّوْت إِلَى ان وجد رجلا أعمى كالنخلة السحوق ولحيته تناطح رُكْبَتَيْهِ فهمه ذَلِك فَقَالَ يَا شيخ عِنْدِي حَاجَتك فَدَنَا مِنْهُ فَقَالَ أَنْت اياد بن نزار فَقَالَ نعم قَالَ فَمن عرفك باسمي قَالَ علم عِنْدِي من جدي إِن إياد بن نزار يرد الْحَارِث بن مضاض إِلَى مَكَّة من طول غربته فَقَالَ كم جملا عنْدك قَالَ عشرَة قَالَ تكفيني قلت هَل مَعَك غَيْرك قَالَ لَا وَلَكِنِّي إِنَّمَا أركب الْجمل يَوْمًا ويختل فَقلت قد لفظت لَهُ بِحمْلِهِ فَلَا أَعُود وبيننا وَبَين مَكَّة عشر مراحل فَحَملته وَكلما خر جمل قطرته إِلَى آخر وأبدلت غَيره إِلَى أَن عَارَضنَا مَكَّة فَقَالَ يَا بني إِنِّي أحس الْجمل يجمزني جمزًا وَأَظنهُ وَاقعا حول جبل المطابخ قلت نعم قَالَ اسْمَع آخر كَلَامي قلت لَهُ نعم قَالَ أَنا الْحَارِث بن مضاض بن عبد الْمَسِيح بن نَضْلَة بن عبد المدان بن حشرم بن عبد ياليل بن جرهم بن قحطان بن هود ﵇ كنت ملك مَكَّة وَمَا والاها إِلَى هجر ومدين وَثَمُود وَكَانَ أخي عَمْرو بن مضاض ملكا قبلي وَكُنَّا نعلق التيجان على رءوسنا يَوْمًا وَيَوْما نعلقها بِبَاب الْحرم فَحَضَرَ يَهُودِيّ بدر وَيَاقُوت فَاشْترى مِنْهُ أخي مَا شَاءَ الله وأنصفه فِي الثّمن وأوفاه فَبَاعَ أفخره على السوقة فَسمع أخي فَانْتزع جَمِيع مَا كَانَ مَعَه فاغتال الْيَهُودِيّ حارس

1 / 220