الصلاة للإمام أحمد

أحمد بن حنبل ت. 241 هجري
185

الصلاة للإمام أحمد

تصانيف

الحديث

(1) كأن المؤلف رحمه الله يرى جواز الصلاة على غير النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وفيها خلاف معروف ، انظره في فتح الباري 11 / 169 170 ، غير أن الصلاة على غيره تبعا له لا يكاد يختلف فيه ، وإنما الخلاف في الصلاة على غيره استقلالا .

(2) اختلف في المراد بالسابقين ألأولين : فمنهم من عم جميع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا الوصف ، وهو المروي عن محمد بن كعب القرظي ، ومنهم من خص به بعض أصحابه - صلى الله عليه وسلم - كأهل بدر أو أهل بيعة الرضوان أو الذين صلوا إلى القبلتين ، والأصح أنهم جميع أصحابه - صلى الله عليه وسلم - فازوا بالسبق بصحبته والسبق إلى الإيمان قبل من بعدهم ، ولذلك قال : { والذين اتبعوهم } والصحابة كلهم تبعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقد جاء في تفسير الطبري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقرؤها برفع لفظ الأنصار جاعلا ما بعدها وصفا لهم فيقول : { والأنصار الذين اتبعوهم } بحذف الواو حتى صحح له زيد وأبي بن كعب بالقراءة المشهورة بخفض الأنصار وإثبات الواو فرجع إليها ، قال ابن جرير : ( يقول : والذين سلكوا سبيلهم في الإيمان بالله ورسوله والهجرة من دار الحرب إلى دار الإسلام طلب رضى الله { رضي الله عنهم ورضوا عنه } ... ومعنى الكلام : رضي الله عن جميعهم لما أطاعوه وأجابوا نبيه إلى ما دعاهم إليه من أمره ونهيه ..ورضوا عنه لما أجزل لهم من الثواب على طاعتهم إياه ) مختصرا 6 / 455156 ، قال ابن كثير رحمه الله : ( فقد أخبر الله العظيم أنه قد رضي عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ، فياويل من أبغضهم أو سبهم أو أبغض أو سب بعضهم ولا سيما سيد الصحابة بعد الرسول وخيرهم وأفضلهم أعني الصديق الأكبر والخليفة الأعظم أبا بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه فإن الطائفة المخذولة من الرافضة يعادون أفضل الصحابة ويبغضونهم ويسبونهم عياذا بالله من ذلك ، وهذا يدل على أن عقولهم معكوسة وقلوبهم منكوسة ، فأين هؤلاء من الإيمان بالقرآن إذ يسبون من رضي الله عنهم ؟ وأما أهل السنة فإنهم يترضون عمن رضي الله عنه ويسب,ن من سبه الله ورسوله ويوالون من يوالي الله ويعادون من يعادي الله وهم متبعون لا مبتدعون ويقتدون ولا يبتدون ، ولهذا هم حزب الله المفلحون وعباده المؤمنون ) تفسيره 2 / 398 .

صفحة ٨٦