أما الرئيسة الحاضرة مسز كوربيت أشبي المعروفة بالنشاط في عصبة الأمم، فقد انتدبتها الحكومة البريطانية عنها في مؤتمر نزع السلاح المنعقد في سنة 1932، وقد ترأست إحدى جلسات نزع السلاح.
ولقد قامت المؤسسات السلمية المختلفة مع الجمعيات الأخرى النسائية الدولية بعمل مشترك عظيم الشأن في إبان التئام مؤتمر نزع السلاح.
وهناك لجنة الاتصال الممثلة لأربع عشرة من تلك الجمعيات تعمل لحفظ الصلة ما بين عصبة الأمم، والعالم النسائي، والسهر على إحسان الدفاع عن قضية السلم، ورفعت إلى اتحاد عصبة الأمم عرائض بالنص الذي وضعته لجنة نزع السلاح، وعليها أكثر من اثني عشر مليونا من الإمضاءات من العالم بأسره؛ فكان لتقديم هذه العرائض من الأثر البليغ ما لا ينسى.
وتكفل الاتحاد النسائي المصري بجمع أكثر ما يمكن من التوقيعات في مصر، فبلغ العدد نصف مليون، وكانت التوقيعات تشمل جميع أسماء البارزين في السياسة والعلم في مصر.
ورأى الوزراء الذين كانوا قد صدقوا على ميثاق كيلوج وكبار الموظفين أن من واجبهم التوقيع على الأوراق التي قدمت إليهم من تلك العرائض.
ومما نذكره كمثل من نشاط السيدات في العمل لمصلحة السلم نشاط السيدات اليابانيات اللائي جمعن في غضون 20 يوما فقط مائة وثمانين ألفا من التوقيعات، رفعنها إلى مؤتمر نزع السلاح البحري الذي عقد بلندن في سنة 1930، وحدث في عصبة الأمم مرارا أن أوفدت سيدات مندوبات عن حكوماتهن؛ ففرنسا أوفدت مدام ملاتير سيليه. ورومانيا: الآنسة هيلين فاكارسكو، والبرنسيس كانتاكوزين. والمجر: الكونتس أبوني. وبولونيا: البرنسيس رادزيفيل. وغيرهن كثيرات لم تع الذاكرة أسماءهن.
ونذكر هنا فقط أن حكومة إيران أرسلت في سنة 1936 إلى جمعية جنيف سيدة بصفة مندوبة مساعدة هي الآنسة فاطمة سيال.
وتألفت بمصر في هذه السنين الأخيرة عدة جمعيات سلمية نذكر منها: الاتحاد السلمي - قسم القاهرة والإسكندرية - وأقسام الاتحاد النسائي للسلم، والاتحاد المصري للسلام.
وأهم الداعيات للسلم السيدة نعمت راشد ومدام فهمي ويصا، وقد ظهر نشاط تلك الجمعيات في أثناء الحرب الحبشية، وفي الاجتماع العام الذي عقد بباريس في سبتمبر سنة 1936 للسلم.
وقد عزز الاتحاد النسائي المصري مبدئيا اشتراك مصر في ذلك المؤتمر، وأبدي فيه مع ذلك ملحوظات تظهر الآن أهميتها الحيوية للشعوب الشرقية.
صفحة غير معروفة