عماد الدين :
أتأخذ أخته يا مولاي، أتأخذ نصرانية؟
صلاح الدين :
وأي مانع في ذلك، وهي لا كافرة ولا وثنية؟! ألا تعلم أن النصارى أقرب الناس إلينا، وأننا إذا دخلنا معهم في شأن كان لهم ما لنا، وعليهم ما علينا؟ أولم تسمع ما قاله الله في كتابه الكريم:
ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون
وفوق ذلك فما هم إلا جيراننا المقربين، تجمعنا بهم وحدة المكان إن لم تجمعنا وحدة الدين، ولا عبرة بهذه العداوة الحاضرة؛ فإنها حرب ستنقضي بعد حين، وإننا وإياهم جيرة، وإنما نحن كلنا من ماء وطين، والآن فقد عزمت على أن أرى في أمر السلام، وسواء أخذت أخت الملك أم لم آخذها؛ فقد آن لنا ولهم أن نكف عن الصدام، وفي قصدي أن أزور هذا الملك المريض فأداوي سقامه، فإن دام السلام كان صديقي، وإن ثارت الحرب قابلت فيها حسامه؛ لأنه يعز علي أن يموت هذا البطل من غير طعني وضربي، كما يعز علي أن يسلم من غير دوائي وطبي؛ فأبق هذا في سرك الآن؛ فإني أرى الملكة مقبلة بأتباعها إلى هذا المكان.
الجزء العاشر (صلاح الدين - عماد الدين - الملكة جوليا - أوجين - وليم - أتباع حراس من نساء ورجال)
صلاح الدين :
إنه يسر صلاح الدين يا سيدتي أن يستقبلك في هذا المقام، وأن يقدم لك في ملكه ما يجب لملكك من التعظيم والإكرام ، فإننا كما حاربنا زوجك الملك في معترك النزال، نقدر أن نقوم بواجب حقك في موقف الاحترام والإجلال؛ فإن النساء جديرات بإكرام الوفادة في مواطن الاستقبال، كما أن الرجال جديرون بضرب الصوارم في ساحات القتال، فمري أيتها الملكة بما تشائين؛ فأنت صاحبة الأمر في هذا المكان، كما أرجو أن يكون لي مثل ذلك إذا سمح لي بزيارتكم الزمان.
الملكة :
صفحة غير معروفة