فقال قراقوش: «أين هو؟»
قالت: «لا أعلم، ولكني أرجو البلوغ إلى خبره ... ألا تعرف الغلام جوهر؟»
قال: «أعرفه ... ألم يكن من غلمان القصر؟»
قال: «نعم. وهو جاسوس ذلك الخائن، كان يحمل إليه أخبارنا ويطلعه على أسرارنا.»
قال: «وما الفائدة من معرفته إذا كان هذا شأنه وهو خائن لنا؟»
قالت: «إن الخائن لا يثبت في الأمانة لأحد. كان في الأمس عينا لأبي الحسن علينا، وهو الآن سيكون عينا لنا عليه.»
قال: «أين هو؟» قالت: «هو في هذا القصر، وقد أخبرني بعض الغلمان أنه غاضب على أبي الحسن؛ لأنه أساء معاملته ولم يبق له فيه وطر بعد خروج مولاتي من ذلك القصر ودخولها في حياطة مولانا السلطان. فنفر منه وجاء يتزلف إلينا ... هل أستقدمه إليك الآن؟» قال : «افعلي.»
فأمرت أحد الغلمان أن يستقدمه، وعادت فرأت سيدتها قد أبرقت عيناها من السرور وقالت لها: «بورك فيك يا ياقوتة، إنك ساحرة.»
قالت: «لا بد أن يعود كيد الخائن إلى نحره.» ثم جاء جوهر وعيناه ترقصان في وجهه من الاضطراب. وكذلك بصر المنافق لا يستقر في مكانه.
فنظر إليه قراقوش نظر المتفرس وقال له: «يا جوهر، بلغنا أن أبا الحسن خدعك حينا حين أخرجك عن طاعة مولاتنا ... لكني سرني أنك رجعت إلى الصواب وعلمت أنك لا تنال خيرا إلا بصدق الخدمة في مصلحة مولاتنا سيدة الملك ومولانا السلطان ...»
صفحة غير معروفة