وفيما يحكى عن ابن المطرز الشاعر (1) أنه مر وفي رجله نعل بالية بالشريف المرتضى (2) وأمر بإحضاره، وقال له: أنشدنا أبياتك البائية المشهورة، فانشده إياها، فلما انتهى إلى قوله: [من الطويل]
فان لم تبلغني إليك ركائبي ... فلا وردت ماء ولا رعت العشبا (3)
أشار إلى نعليه، وقال: هذه كانت ركائبك؟ فأطرق (ابن المطرز ساعة (4)) ثم قال: لما عادت هبات (5) سيدنا إلى مثل قوله: [من الخفيف]
وخذا النوم من عيوني فاني ... قد خلعت الكرى على العشاق (6)
عادت ركائبي إلى مثل ما ترى، لأنك خلعت ما لم تملك على من لم يقبل، فخجل الشريف، وأكرمه لذلك بما يليق به (7).
الأرحل: بفتح الهمزة وسكون الراء وضم الحاء المهملتين جمع رحل: ما يستصحب من الأثاث، والرحل أيضا رحل البعير، وهو أصغر من القتب، والمعنيان جائزان فيما نحن فيه.
صفحة ٩٣