وقال الآخر بهذا المعنى (1): [من البسيط]
لا طيب للعيش ما دامت منغصة ... لذاته بادكار الموت والهرم
فإذا كان الأمر كذلك , فأي بضاعة ترتجى مع مخالطة أبناء الدنيا والحاجة إليهم , وفيه سعة عن ذلك ,مع علو همته وزكاء نفسه , ولا يرتضي ذلك إلا من كان منهم , وقد قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه ورضي الله عنه - في حقها (2):
وما هي إلا جيفة مستحيلة ... عليها كلاب همهن اجتذابها [15ظ]
فائدة:
من خصائص علي (كرم الله وجهه) (3) , والحكمة في ذلك أنه ما سجد لصنم منذ ولدته أمه , ولكن ذكر العلامة ابن حجر المكي (4) أن ذلك يقال لأبي بكر - رضي الله عنه - أيضا لهذه الحكمة (5).
وكان ثالث ثلاثة في أول الإسلام , وهم: رسول الله - صلى الله عليه وسلم , وخديجة بنت خويلد - رضي الله تعالى عنها - , وعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ,
وفي ذلك قال علي - كرم الله وجهه - (6): [من الوافر]
سبقتكم إلى الإسلام طرا ... غلاما ما بلغت أوان حلمي
صفحة ١١٨