منزلنا! لم أعد حتى أعرف من أنا. هذا المنزل ليس إلا امتدادا لسجن «إيفين».
قلت: «إذن سأكون سجينة هنا.» - «علينا أن نقوم بذلك بالطريقة الصحيحة، فأنت تعلمين جيدا أن هناك بعض المعارضين لزواجنا مثل حامد وأنهم يراقبوننا، فلا يجب أن نرتكب أي أخطاء. لقد حكم عليك بالإعدام في محكمة إسلامية و...» - «لكني لم أحاكم قط!»
أخبرني علي ليلة الإعدام أني محكوم علي بالسجن مدى الحياة، لكني افترضت أن حامدا، وربما آخرون غيره، قرروا إعدامي فحسب؛ فالمحاكمة في اعتقادي هي ما قرأت عنه في الكتب وشاهدت في الأفلام: قاعة كبيرة بها قاض ومحلفون ومحام للدفاع ووكيل للنيابة.
أخبرني علي أني حوكمت غيابيا، ثم حصلت على عفو الإمام، وخفض الحكم الصادر ضدي إلى السجن مدى الحياة. أخبرني أيضا أنه لن يكون من اللائق أن يذهب للإمام مرة أخرى، ولكن يحق له طلب إعادة المحاكمة، وهو يعتقد أنه إذا أعيدت محاكمتي بعد اعتناق الإسلام والزواج به فلن يزيد الحكم الصادر ضدي عن عامين أو ثلاثة.
سألته لم يكرهني حامد إلى هذا الحد، فأوضح لي أن حامدا وكثيرين غيره لا يهتمون لأمر من يختلف عنهم.
تنهدت. لم يكن بوسعي فهم هذا المجتمع الإسلامي الغريب.
تابع علي: «سيكون كل شيء على ما يرام. لم أشتر أي أثاث بعد، لأني اعتقدت أنك قد ترغبين في تجهيز البيت بنفسك. يمكننا البدء بالتسوق لشراء ما تحتاجينه للمنزل غدا، وغالبا سوف يصبح جاهزا في موعده. أعلم أنك ما زلت قلقة بشأن رد فعل عائلتك، ولكن ثقي بي؛ عندما يرون الحياة التي سأوفرها لك سوف يسعدون.»
ربما كان محقا؛ فنحن لم نكن أغنياء، ومنزل كهذا هو من أحلامنا بعيدة المنال. لم يؤمن أبي بالله قط، ودائما يسخر من معتقداتي الدينية، لكن المال مهم له، والأشياء الثمينة القيمة تبهره دائما. ربما يحب عليا يوما ما، فأبي يحب السيارات الفارهة، وعلي يملك سيارة مرسيدس من أحدث طراز، أما أمي فلا تملك أي شيء ثمين، بل إنها تقيم في منزل بالإيجار منذ زواجها، وهكذا ستحب هذا المنزل. هل أملك أي فرصة في الشعور بالسعادة مع علي؟ هذا الأمر يعتمد عليه، ويعتمد علي أيضا. إنه يحبني بطريقته، ومع أن تلك الطريقة تختلف عن طريقتي تماما، فبوسعي أن أرى الحب يطل من عينيه كلما نظر إلي. •••
قال علي ونحن ننطلق عائدين إلى «إيفين»: «أعتقد أنك يجب ألا تعودي إلى «246»؛ زنزانات «209» ستكون أفضل في الوقت الحالي، فسوف أستطيع التردد عليك أكثر وإحضار الطعام لك من المنزل. ما رأيك؟»
أومأت.
صفحة غير معروفة