كان جذع الخشب يحترق باللهب، فراح يفتش عن بعض العصا، وألقى بها في النار، ووضع قطعة اليام فوق العصا كقربان. ظل ينتظر نضوجها بينما كان يفكر في الحدث القادم. كان اليوم هو «أوي» وغدا سيكون «آفو» ثم «كوا»
2
يوم السوق الكبير، وبعد ثلاثة أيام من «كوا» سيكون عيد أوراق القرعة، فليطلب من مساعديه إذن الإعلان عن ذلك اليوم، يجب أن يخبروا القرى الست في «أوموارو».
كان ل «إيزولو» نفوذ غير محدود على الناس، وكثيرا ما ساورته الشكوك تجاه هذا النفوذ القوي، فكان يتساءل بينه وبين نفسه: هل هو حقيقي هذا النفوذ؟ هو الذي يختار أيام الأعياد والمحاصيل، وهو الذي يختار يوم أوراق القرعة ويوم الاحتفال الجديد بعيد اليام. لا، إن الاختيار لم يكن له وحده، لم يكن اختيارا حرا. إنه مجرد شخص يراقب، ولم تكن قوته تتعدى قوة طفل يمتطي الماعز، ويوفر لها الطعام، ويعتني بها، ثم يبسط قوته عليها طالما ظلت على قيد الحياة. لا، إن كاهن «أولو» أكبر من ذلك، ويجب أن يكون أكثر من ذلك، كأن يرفض اختيار اليوم، فلا يكون المهرجان، ولا يكون زرع أو حصد، لا شيء يكون.
ولكن هل يستطيع أن يرفض؟
قال أحد أعدائه: إنه لا يستطيع أن يرفض أو يجرؤ على الرفض!
قال لعدوه غاضبا: دع جانبا كلمة «يجرؤ»، نعم، وأنصحك بعدم استخدامها مرة أخرى؛ فلا يوجد رجل في كل «أوموارو» يستطيع أن يقف ويعلن أنني لا أجرؤ؛ لأن المرأة التي ستحمل في بطنها ذلك الرجل لم تولد بعد.
أحس «إيزولو» بالرضا للحظات مؤقتة، لكن عقله لم يكن قانعا بذلك الرضا القليل الذي زحف إلى حافة معرفته، نفوذ، قوة، أي نوع من القوة هذه إذا لم يستخدمها؟ من الأفضل القول بأنها لا توجد، أو القول إنها ليست أكثر من تلك القوة الصادرة عن فساء كلب فخور بنفسه.
كان يقلب اليام بالعصا فوق النار حين دخل الكوخ ابنه الأصغر «وافو»، قدم له التحية باسمه، وجلس في وضعه المفضل فوق السرير الطيني عند نهايته بالقرب من المدخل الصغير. كان «وافو» طفلا صغيرا لا يزال، ولكنه يبدو كمن اختير من قبل الإله «أولو» ليصبح كبير كهنته في المستقبل، وربما قبل أن يتعلم كثيرا من كتاب الشعائر الدينية. إنه يعرف أكثر ممن يكبرونه، ومع ذلك فلا أحد يستطيع مناقشة ما يفعله «أولو»؛ ففي الوقت الذي يختفي فيه «إيزولو» فإن «أولو» سيختار من هو أقرب شبها منه بين أبنائه، حدث هذا من قبل.
كان «إيزولو» يقلب اليام بالعصا بعناية ودقة مرة إثر أخرى حين جاء «إيدوجو» ابنه الأكبر من كوخه الخاص.
صفحة غير معروفة