خرجت أم «أوبيكا» من البيت وهي تتنشق، وتضع ظهر قبضتها أمام عينيها، فقال «إيزولو»: إلى أين أنت ذاهبة؟ هل ستقاتلين الرجل الأبيض؟
ثم ضحك، واستدارت «ماتيفي» لتسمع ما كان يقول.
استطرد «إيزولو»: عودي إلى كوخك أيتها المرأة، لقد وصل «إيدوجو» إلى الطريق الرئيسي واتجه يسارا.
جلس «إيزولو» فوق لوح من الخشب ممددا ظهره على الحائط بحيث يستطيع رؤية القادمين، وراح يفكر كثيرا، ويحاول - دون جدوى - أن يفهم قصة الجلد والسياط، ثم تساءل قائلا: من هو يا ترى ذلك الرجل الأبيض الذي فعل ذلك، أعتقد أنه «وينتابوتا» صديقي محطم البنادق.
لكن «إيزولو» سرعان ما أصيب بخيبة أمل عندما عرف أنه رجل آخر، كان «وينتابوتا» طويلا ومنتصبا يمشي كرجل عظيم وله صوت كالرعد، أما الرجل الآخر فإنه سمين وقصير ذو شعر كثيف كالقرد.
أبصر «إيزولو» بعض القادمين نحوه فهز رأسه للأمام، لكنهم كانوا قد مضوا .. قرر آخر الأمر - إن لم يكن ابنه مخطئا - أن يذهب بنفسه إلى «أوكبيري»، ويشكو الرجل الأبيض إلى سيده، لكنه توقف فجأة عن التفكير إثر ظهور «أوبيكا» و«إيدوجو»، وكان خلفهما رجل ثالث لم يجد صعوبة في التعرف عليه. كان الرجل هو «أوفيدو»، الذي لا يستطيع «إيزولو» أبدا أن يقبله صديقا لابنه.
تجاهل «إيزولو» كلا من «أوبيكا» و«أوفيدو»، ثم توجه بالسؤال إلى «إيدوجو»: ما هو سبب الجلد؟
كانت أم «أوبيكا» والجميع قد أسرعوا إلى كوخ «إيزولو».
أجاب «إيدوجو»: كانا متأخرين عن العمل. - ولماذا تأخرتما؟
صاح «أوبيكا»: لم أعد إلى البيت لكي أجيب على أسئلة أحد. - لك الحرية في الإجابة أو عدم الإجابة، لكنني أقول لك إن ذلك مجرد بداية فقط لما سيلحق بك نتيجة لشرب النبيذ؛ فالموت الذي يفتك برجل دائما ما يكون شهيا في بدايته.
صفحة غير معروفة