اقتربا من موقع العمل فلم يعد ثمة شك .. كانت النغمة حقا حزينة وجثة في طريقها للمدفن:
انظروا! الثعبان الكبير
انظروا! الثعبان الضخم
نعم .. إنه يتمدد عبر الطريق
تعرفا على المنشدين الذين كانوا من مجموعتهم فانفجرا في الضحك. كان أحدهم قد غير الأغنية، وحولها إلى أغنية غريبة غير مألوفة. وكان «أوفيدو» متأكدا أن «ويك أوكباكا» وراء ذلك التغيير السيئ.
أحدث قدوم «أوبيكا» وصديقه تغييرا مفاجئا بين العمال، توقفوا عن الغناء وراحوا يقطعون جذوع الأشجار، وتوقف من كان بينهم ينحني للأمام بفأسه لتسوية الأجزاء البارزة ثم نهضوا، وكانت أقدامهم مغروسة في الأرض ويغطيها لون الأرض الأحمر.
صاح «ويك أوكباكا»: كو .. كو .. كو .. كو.
فأجاب بقية الرجال: كووو .. أوه!
ثم ضحكوا جميعا.
غضب السيد «رايت» بشدة، فقبض على السوط في يده اليمنى، ووضع اليد الأخرى أعلى فخذه مهددا، وقد بدا بخوذته البيضاء أقصر مما كان. نظر بإمعان نحو «أوبيكا» و«أوفيدو» اللذين جاءا متأخرين، وكان «موسى أوناشوكو» في تلك اللحظة يتحدث إليه باهتمام، غير أنه بدا وكأنه لا يسمع شيئا. تعجب الآخرون لذلك الغضب الذي يملأ قسمات وجهه وكأنه غادر الفراش هذا الصباح من الجانب الأيسر .. كان دائما ما يحمل السوط، لكنه لم يكن يستخدمه إلا نادرا.
صفحة غير معروفة