8 - وتتأكد أهمية كتاب الطبري وقيمته العلمية بإقبال العلماء في العصر الحاضر على جمعه وتحقيقه ونشره، وحرصهم على وجوده وتوفره في كل مؤسسة علمية، وتحت أيدي الباحثين والعلماء والطلاب كما سنرى، كما يتأكد ذلك بثناء المصنفين والمؤرخين له، وهو ما سنفرده في فقرة خاصة، وتظهر أهميته بالإقبال على تلخيصه وترجمته، كما سنرى.
9 - قال الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم: "وترجع قيمة هذا الكتاب إلى أنه قد استطاع أن يجمع بين دفتيه جميع المواد المودعة في كتب الحديث والتفسير واللغة والأدب والسير والمغازي وتاريخ الأحداث والرجال، ونصوص الشعر والخطب والعهود، ونسق بينها تنسيقا مناسبا، وعرضها عرضا رائعا رائقا، ناسبا كل رواية إلى صاحبها، وكل رأي إلى قائله، كما أنه أودع هذا الكتاب فصولا صالحة ونتفا متنوعة من متون الكتب التي أتت عليها عوادي الأيام، وأورد من أقوال العلماء ما لا نجده إلا في هذا الكتاب" (¬1).
(سادسا): ثناء العلماء على تاريخ الطبري:
تعددت أقوال العلماء في هذا الخصوص اعترافا منهم بفضل الطبري ومكانته التاريخية وسجلوا ذلك بعبارات مضيئة، وأحرف من نور، نقتبس بعضها:
1 - قال المسعودي (346 ه): "وأما تاريخ أبي جعفر محمد بن جرير الطبري الزاهي على المؤلفات، والزائد على الكتب المصنفات، فقد جمع أنواع الأخبار، وحوى فنون الآثار، واشتمل على صنوف العلم، وهو كتاب تكثر فائدته، وتنفع عائدته، وكيف لا يكون كذلك، ومؤلفه فقيه عصره، وناسك دهره، إليه انتهت علوم فقهاء الأمصار، وحملة السنن والآثار" (¬2).
2 - وقال الخطيب البغدادي (463 ه) في ترجمة الطبري: "وله الكتاب المشهور في تاريخ الأمم والملوك" (¬3).
3 - وقال ابن الأثير (630 ه) في مقدمة كتابه "الكامل": "لقد جمعت في
صفحة ٩٠