التاريخية من مرويات شفهية، أو مصادر مدونة متفرقة، ولكنه اعتمد على كتب مدونة كبيرة، ومشهورة أتيح له الاطلاع عليها، وروايتها أو الأخذ منها، وهي كتب جامعة، وألفت في القرنين السابقين، الثاني والثالث الهجري، ولم يستمد الطبري شيئا من كتب معاصريه (¬1).
وقد بذلت مساع كثيرة للتعرف على مصادر الطبري من خلال سلاسل الإسناد التي سجلها الطبري في كتابه، وأسماء الرواة الذين صرح بأسمائهم، لكنه أغفل أسماء كتبهم، فرجع العلماء إلى مصنفاتهم التي ذكرها ابن النديم في "الفهرست" ورجحوا أقرب الاحتمالات في تحديد اسم الكتاب (¬2).
والطبري استمد تاريخه من المصادر المتعددة التي اطمأن إلى حجيتها في الغالب، واعتبرها مؤثوقة إلى حد ما، وهي في حقيقتها متنوعة بحسب الموضوع، ويمكننا الإشارة إلى أهمها:
1 - في تاريخ الرسل والأنبياء اعتمد الطبري على كتب التفسير، وكتب السيرة النبوية، وخاصة كتب وهب بن منبه ومنها كتابه "المبتدأ والخبر" وسيرة ابن إسحاق، ومن هنا تسربت الإسرائيليات إلى كتابه.
2 - في تاريخ الفرس استمد الطبري معلوماته من ترجمات عربية لكتب فارسية، منها كتب ابن المقفع، ومنها كتب هشام الكلبي الذي كان يعتمد في تاريخ ملوك فارس والحيرة على وثائق ومدونات لديه.
3 - وفي تاريخ الروم رجع الطبري إلى ما كتبه وترجمه نصارى الشام عن تاريخ الدولة الرومانية والإمبراطورية البيزنطية.
4 - وفي تاريخ اليهود وبني إسرائيل نقل الطبري قصصهم وأخبارهم من كتب
صفحة ٨٦