{اجعلني على خزائن الأرض} قال: كان لفرعون خزائن كثيرة غير الطعام، فسلم سلطانه كله إليه، وجعل القضاء إليه أمره، وقضاؤه نافذ (¬1). (1: 347).
حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا عمرو، عن أسباط، عن السدي: {وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء} قال: استعمله الملك على مصر، وكان صاحب أمرها، وكان يلي البيع والتجارة وأمرها كله، فذلك قوله: {وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء}. فلما ولي يوسف للملك خزائن أرضه واستقر به القرار في عمله، ومضت السنون السبع المخصبة التي كان يوسف أمر بترك ما في سنبل ما حصدوا من الزرع فيها فيه، ودخلت السنون المجدبة وقحط الناس، أجدبت بلاد فلسطين فيما أجدب من البلاد، ولحق مكروه ذلك آل يعقوب في موضعهم الذي كانوا فيه، فوجه يعقوب بنيه (¬2). (1: 347/ 348).
وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: كان يوسف حين رأى ما أصاب الناس من الجهد قد آسى بينهم، فكان لا يحمل للرجل إلا بعيرا واحدا، ولا يحمل الواحد بعيرين تقسيطا بين الناس، وتوسيعا عليهم، فقدم عليه إخوته فيمن قدم عليه من الناس يلتمسون الميرة من مصر، فعرفهم وهم له منكرون لما أراد الله تعالى أن يبلغ بيوسف فيما أراد. ثم أمر يوسف بأن يوقر لكل رجل من إخوته بعيره، فقال لهم: ائتوني بأخيكم من أبيكم، لأحمل لكم بعيرا آخر، فتزدادوا به حمل بعير: {ألا ترون أني أوفي الكيل} فلا أبخسه أحدا، {وأنا خير المنزلين}. وأنا خير من أنزل ضيفا على نفسه من الناس بهذه البلدة، فأنا أضيفكم {فإن لم تأتوني} بأخيكم من أبيكم فلا طعام لكم عندي أكيله، ولا تقربوا بلادي. وقال لفتيانه الذين يكيلون الطعام لهم: {اجعلوا بضاعتهم} وهي ثمن الطعام الذي اشتروه به {في رحالهم} (¬3). (1: 349).
حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة:
صفحة ٣١١