فجلس الطبري برهة في بغداد يكتب عن شيوخها ثم ارتحل صوب البصرة. وسمع من أشهر شيوخها ثم إلى الكوفة ثم إلى الشام ثم إلى مصر ثم عاد إلى بلده (طبرستان سنة 290 ه ثم عاد عندها إلى بغداد ليستقر فيها ويدون فيها أروع أسفاره (في التفسير ثم التأريخ) (¬1).
يقول الخطيب البغدادي: استوطن الطبري بغداد وأقام بها إلى حين وفاته وكان أحد الأئمة الأعلام (¬2).
أقوال العلماء فيه وترجمتهم له:
قال الخطيب البغدادي: كان أحد الأئمة الأعلام يحكم بقوله ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره وكان حافظا لكتاب الله عارفا بالقراءات بصيرا بالمعاني فقيها في أحكلام القرآن عالما بالسنن وطرقها وصحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها، عارفا باقوال الصحابة والتابعين إلى أن يقول: عارفا بأيام الناس وأخبارهم وله الكتاب المشهور في تأريخ الأمم والملوك وكتاب في التفسير لم يصنف أحد مثله وكتاب سماه تهذيب الآثار لم أر سواه في معناه إلا أنه لم يتمه، وله في أصول الفقه وفروعه كتب كثيرة (¬3).
وقال الخطيب: حدثني محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قال سمعت أبا بكر بن بالويه يقول: قال لي أبو بكر محمد بن إسحاق يعني ابن خزيمة- بلغني أنك كتبت التفسير عن محمد بن جرير؟ قلت: بلى كتبت التفسير عنه إملاء. قال كله؟ قلت: نعم. قال: في أي سنة؟ قلت: في سنة ثلاث وثمانين إلى سنة تسعين. قال فاستعاره مني أبو بكر فرده بعد سنتين ثم قال: نظرت فيه من أوله إلى آخره وما أعلم على أديم الأرض أعلم من محمد بن جرير (¬4).
صفحة ٢٥