نعم، قد صوبه في كلامه الذي قدمنا نقله صاحب المنحة محمد بن إسماعيل الأمير، وقرر أن التمذهب هو منشأ فرقة المسلمين، وباب كل فتنة في الدنيا والدين.
م نقول هنا من بعد ما سمعت فيما تقدم في الجواب على زعمهما أن المقلدين وجميع المكلفين لو أخذوا أحكام دينهم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم لاجتمعوا ولم يحصل بينهم شقاق ولا خلاف.
نقول تعليقا على ذلك:
الواقع يكذب زعمهما فتاريخ المجتهدين منذ ظهوره وإلى اليوم يشهد بخلاف قولهما، فخلاف علماء الصحابة وتنازعهم معلوم بالضرورة، مع قرب العهد بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم ورسوخ أقدامهم في معرفة لغة القرآن والسنة، وكذلك من بعدهم وإلى يومنا هذا، فحصول الإختلاف بين المجتهدين يكذب دعوى الجلال وابن الأمير.
ذلك هو الحل لاجتماع المسلمين عند الجلال والأمير، وما أدري من أين أتيا به، في حين أن الجلال نفسه لم يكد يجف قلمه من كتابة حديث الثقلين، وجزمه بتواتره، وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)).
كيف ساغ للجلال ترك هذا النص المتواتر باعترافه والعدول إلى رأي نفسه، ولكن نقول كما قال ولا سواء: هكذا فليكن الإجتهاد لتقويم البدع فإنا لله وإنا إليه راجعون.
صفحة ٣