وزيد بن علي عليهما السلام هو إمام الزيدية، وهم أعرف بمذهب إمامهم وصاحب البيت أدرى بالذي فيه ، وتلك الرواية التي ذكرها أهل السنة لاتعرف في كتب الزيدية سلفهم وخلفهم، وعند التعارض ترجح رواية الزيدية ؛ لأنهم أعرف بمذهب زيد، وهو إمامهم.
مع أنه قد اتفقت الروايتان عند السنة وعند الزيدية أنهم سموا رافضة ؛ لأنهم رفضوا الإمام زيدا، ورفضوا الجهاد معه، وهذا هو سبب تسميتهم رافضة كما في الروايتين، فعلى هذا فأهل السنة أحق بهذا الإسم وهم به أولى ؛ لأنهم يرفضون أهل البيت، وما جاء من السنة فيهم، ويرفضون إمامتهم والجهاد بين أيديهم، بل إنهم يحاربونهم قولا وفعلا، ولا يقبلون رواياتهم، ولا روياة من أحبهم وناصرهم، بل إن ذلك مما يجرح به المسلم عندهم .
فقد رفضوا ما جاء من السنة في محبة أمير المؤمنين، وتقديمه على الصحابة، ووجوب مودة الحسن والحسين واتباعهم، والجهاد معهم، ووالوا أعداء أهل البيت والشاتمين لهم، واللاعنين لهم، والسابين لهم، والدليل رواية البخاري عنهم.
هذا، والرواية التي رووها عن الإمام زيد لاتدل على أن الرفض إسم لمن يتكلم في أبي بكر وعمر، لا من قريب ولا من بعيد، بل تدل على أنهم سموا روافض ؛ لأنهم رفضوا شيئا والقصة تدل على أنهم رفضوا الإمام زيدا، ورفضوا الجهاد معه، ورفضوا مقاتلة بني أمية، وأهل السنة كذلك يوالون من والاه بنو أمية، ويعادون من عاداه بنو أمية، والدليل قول صاحب تهذيب التهذيب الذي قدمناه من أنهم يوثقون الناصبي مطلقا، ويوهنون الشيعي غالبا.
صفحة ٢