فمن أدعى على الزيدية مخالفتهم لمذهب أسلافهم فقد أدعى خلاف الضرورة، وما دعواهم تلك إلا كدعوى من يدعي على الحنفية المتأخرين أنهم قد خرجوا من مذهب أسلافهم، وأن الشافعية قد خرجوا، وكذا المالكية قد خرجوا، من يصدق هذه الدعاوي إلا من سفه عقله لايحتاج مثل ذلك إلى إقامة الدليل، وهذه كتب تلك الطوائف من الأولين والآخرين تلقم من يدعي ذلك الحجر.
هذا، وكثير من الكتب التي كتبها الأئمة بأيديهم ما زالت محفوظة في خزائن العلماء، ومن ذلك مصحف أمير المؤمنين فما زال موجودا في مكتبة الجامع الكبير، ولكن المعاند إذا قهرته الحجج لجأ إلى مثل هذه المعاذير.
صفحة ٣