وهذه أيضا كتب القاسم بن إبراهيم وولده محمد بن القاسم، ومؤلفات الإمام الهادي، وكتب ولديه محمد وأحمد، وتلك كتب محمد بن سليمان الكوفي، وكتب السادة الهارونيين، وكتب الأطروش، والعلوي، والشجري، والموفق، والمتوكل أحمد بن سليمان، والقاضي جعفر، والمنصور، والرصاص، والأمير الحسين، إلى غير ذلك مما لايكاد يدخل تحت الحصر من كتب الأولين والآخرين، في: الحديث، والتفسير، والتأريخ ، والسيرة، والأصولين، والفقه، وعلوم اللغة بأقسامها.
وكل هذه الكتب القديمة والحديثة وما بين ذلك كلها متفقة ومتحدة في المذهب والتفسير في العبادات والمعاملات، والسير، والفرائض، وفي تقديم أمير المؤمنين عليه السلام على الثلاثة، وأنه أحق بمقام الرسول ممن تقدمه، وأنه أفضل الصحابة، وأن الحق هو مع العترة، وأن متبعهم آمن من الضلال، وأن من خالفهم فهو هالك.
ومتفقة أيضا على القول بأن من عمل صالحا فلنفسه، ومن أساء فعليها، ليس لله تعالى في معاصي العباد فعل ولا إرادة، بل الإنسان هو الفاعل لذلك باختياره وإرادته مع تمكنه من الترك.
كلهم على ذلك من لدن أمير المؤمنين عليه السلام، وإلى اليوم، والدليل على ذلك كتبهم والتي قدمنا ذكر بعض منها، ومنها أيضا: خطب أمير المؤمنين التي رواها الرضي في نهج البلاغة، وقد ادعى بعض المتقولين أن الخطب المنسوبة إلى أمير المؤمنين في نهج البلاغة هي من إنشاء الرضي وكلامه نسبها إلى علي عليه السلام زورا.
وهذه دعاية لاصحة لها، فالزيدية تروي كثيرا من تلك الخطب في كتبها بأسانيدها من غير طريق الرضي كما في أمالي أبي طالب وغيرها كالشافي للإمام المنصور، وروتها الإمامية في كتبها بأسانيدها، وفي غير ذلك كما في شرح النهج لابن أبي الحديد المعتزلي، وقد رد فيه على هذه الدعوى.
هذا، وقد اشتهر مذهب الزيدية عند علماء الطوائف من الأولين والآخرين فذكروه في كتبهم، قالت الزيدية، وقالت الزيدية، ومذهب الزيدية، و...... إلخ.
صفحة ٢