شبهة عدم الإلتفات الى أهل البيت
فإن قيل: إن أكثر أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم من يوم مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإلى يومنا هذا بما فيهم جمهور الصحابة، وخلفاء الدولتين، وعلماء هذه الأمة وزهادها المشهورون كانوا لايلتفتون إلى أهل البيت وأشياعهم، ونحن لم نأت بدعا من الأمر، فقد سرنا على الطريق الذي سار عليه سلف هذه الأمة.
وأهل البيت وإن ورد فيهم ما ورد من السنة، فقد كانوا مشردين، وعلماء السنة وأئمتها كانوا لايأخذون عنهم ولا عن أشياعهم لسوء عقيدتهم وقولهم بالقدر وتقديمهم عليا على المشائخ، ومن كان كذلك فلا يجوز الإعتماد عليه، ولا قبول روايته.
والزيدية كذلك فلا يحل لنا الأخذ عنهم حتى يعودوا إلى مذهب السنة والجماعة، فمن هنا فقد أخذنا أحكام الدين، وسنة سيد المرسلين من عظماء المسلمين المشهورين بالعلم والورع والحفظ والإتقان وكثرة الأتباع، الذين طار صيتهم في الآفاق، واشتهروا بسلامة عقيدتهم، وتنزههم عن عقائد الروافض، وحسن ظنهم بصحابة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وقد قال الله تعالى: ?كنتم خير أمة أخرجت للناس?، وقال تعالى: ?وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس...الآية?، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم))، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((لن تجتمع أمتي على ضلالة)) إن يد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النار، ومن فارق الجماعة قيد شبر، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه...إلى غير ذلك مما يدل على ما نقول.
والجواب والله الموفق:
إن هذا مجرد إعلام ودعاية وترويج قد تروج في أسواق العوام، وعند بعض المغفلين، أما العلماء فلا يرفعون لمثل هذا رأسا ولا يقيمون له وزنا، وسنتكلم على ذلك فنقول:
صفحة ١