أنوار الحق ساطعة
نعم، قد قامت الحجة على أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم بحديث القلين، ولو لم يجيء عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلا هذا الحديث لكفى.
كيف، وقد جاء من السنة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في معناه ما ملأ المسامع، وروته طوائف الأمة على اختلاف أهوائها، وفي كتب أهل السنة وحدها مالا يكاد يدخل تحت الحصر، وكل هذه السنن تدل على أن مذهب الزيدية هو الدين الحق جملة وتفصيلا.
فلو لم يكن للتدليل على أن أهل البيت هم أهل الحق إلى يوم القيامة، وأن متبعهم في الطريق الصحيح إلا هذا الحديث الصحيح الذي روته طوائف الأمة، ورووا أيضا حديث الكساء الذي يعين من المراد بأهل البيت، وممن روا ذلك مسلم في صحيحه، فيا ليتني أدري لماذا عدل أهل السنة والجماعة عن مذهب أهل البيت، وليتهم وقفوا عند هذا الحد بل تجاوزوه، فنسبوا مذهب الزيدية وأئمتهم إلى البدعة، وقالوا: إنه مذهب ضلال، ومذهب رفض، ومذهب قدري، وربما قالوا: إنه مذهب شركي ووثني، ومذهب تعطيل، وكل هذا ؛ لأن أهل البيت خالفوا أهل السنة والجماعة في عقيدتهم.
هذا، وربما جادلوا وقالوا: إنهم فهمووا هذه العقيدة من الكتاب والسنة.
قلنا: وأهل البيت فهموا من الكتاب والسنة، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد زكا أهل بيته وقرنهم بكتابه في حديث الثقلين، وأنتم يا أهل السنة لم يزككم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يذهب عنكم الرجس ولم يطهركم تطهيرا، ولم يقل لكم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أذكركم الله في أهل السنة والجماعة، ولم يقرنكم بالكتاب، فلماذا حكمتم لأنفسكم بالهدى ولأهل البيت ومتبعهم بالضلال.
صفحة ١