صحيح سنن أبي داود ط غراس
الناشر
مؤسسة غراس للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
وهذا تحقيق بديع من الحافظ ﵀؛ والنقد العلمي الحديثي الصحيح يشهد بوجود هذه الأنواع الأربعة في "السنن"، ومنها أحاديث واهية السند ظاهرة الضعف يسكت عليها أبو داود، حتى إن النووي ﵀ يقول في بعضها (١)؟
"وإنما لم يصرح أبو داود بضعفه لأنه ظاهر".
وقال المنذري في مقدمة كتابه "الترغيب والترهيب" (١/ ٨):
"وأنبّه على كثير مما حضرني حال الإملاء مما تساهل أبو داود ﵀ في السكوت عن تضعيفه"، ثمّ قال:
"وكل حديث عزوته إلى أبي داود وسكتُّ عنه؛ فهو كما ذكر أبو داود، ولا ينزل عن درجة الحسن، وقد يكون على شرط الشيخين أو أحدهما" (٢).
وعلى هذا؛ فليس يظهر صوابًا قول الحافظ ابن الصلاح في "المقدمة" -بعد أن ذكر الروايات الثلاث الأُوَلَ- ما نصه: "فعلى هذا؛ ما وجدناه في كتابه مذكورًا مطلقًا وليس في واحد من "الصحيحين" ولا نص على صحته
_________
(١) هو الحديث الأول من أحاديث "أبي داود" الضعيفة، فراجعه في كتابنا.
(٢) نقل الشيخ علي القاري في "المرقاة" (١/ ٢٢) عن المنذري أنه قال:
"ما سكت عليه لا ينزل عن درجة الحسن"، فهذا إن كان من مصدر آخر فلا كلام، وإن كان اختصر كلامه الذي نقلناه عن "الترغيب"؛ فهو اختصار مخل؛ لأنه أطلق، بينما هو في الأصل مقيد.
ثمّ إن في قول المنذري ﵀: "على كثير" إشارة إلى أنه لم ينبه على كل ما تساهل فيه أبو داود ﵀، وهو كذلك كما بينته في كتابي "التعليق الرغيب على الترغيب والترهيب". ومن الأمثلة في ذلك حديث ابن عمر (ص ٣١ رقم ٣) وحديث علي (ص ٩١ رقم ٢) من الطبعة المنيرية.
1 / 16