صحيح الترغيب والترهيب
الناشر
مكتبة المعارف للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
النبي ﷺ؛ كما في حديث سمرة والمغيرة المتقدم، ويؤكّده ويوضّحه حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
"كفى بالمرء كذبًا أنْ يحدّث بكل ما سمع". ولذلك قال الإمام مالك رحمه الله تعالى:
"ليس يسلم رجل حدّث بكل ما سمع"، ولا يكون إمامًا أبدًا وهو يحدّث بكل ما سمع".
وقال عبد الرحمن بن مهدي:
"لا يكون الرجل إمامًا يُقتدى به حتى يمسك عن بعض ما سمع".
رواها مسلم في "المقدمة".
وقال الإمامان أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه:
"إن العالِم إذا لم يعرف الصحيح والسقيم، والناسخ والمنسوخ من الحديث لا يُسمّى عالمًا". ذكره أبو عبد الله الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص ٦٠).
ومما سبق يتبين تقصير جماهير المؤلفين، فضلًا عن الخطباء والوُعَّاظ والمدرِّسين في مجال رواية الأحاديث عن النبي ﷺ، فإنّهم جميعًا يروون منها ما هب ودب، دون ما تقوى من الله أو تأدب مع رسول الله، الذي حذّرهم -رأفة بهم- عن مثل صنيعهم هذا، خشية أن يكون أحدهم من الكاذبين فيتبوّأ مقعده في النار. وفي ذلك برهان واضح على أن الذين يستحقون ذلك الاسم الرفيع (العالم) قليلون جدًا على مر العصور، وكلما تأخر الزمان قلّ عددهم حتى
1 / 39