صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر ﷺ
الناشر
مكتبة روائع المملكة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
مكان النشر
جدة
تصانيف
فانتهى رسول الله ﷺ إِلى الركن، فاسْتلمه، وصلّى ركعتين، وانصرف إِلى بيته، والمطعم بن عدي وولده محدِقون به بالسلاح حتى دخل بيته (١).
دروس وعبر:
١ - دخل رسول الله ﷺ مكة في جوار رجلٍ من أشرافها، وهو القادر على أن يأمر ملك الجبال فيطبق على أهلها الأخشبين عندما أرسله الله إِليه، إِنها المفارقة العجيبة. قريش تريد أن تفتك به، وهو يحمل لها في قلبه أملًا في أن يخرج الله تعالى من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئًا.
فأيّ درس يحمله هذا الموقف من النبيّ ﷺ إِلى الدعاة والمصلحين، لا انتصار للنفس، ولا تشفٍ من الخلق، بل نصح وإرشاد، وشفقة ومحبّة.
٢ - لقد كان ثمرة الصبر واللجوء إِلى الله ﷾ سلسلة من الإِكرامات التي أكرم الله بها رسوله ﷺ:
أولها: إِسلام عداس ذلك الغلام النصراني.
ثانيها: إِرسال ملك الجبال إِليه ليأمره بأمره في أعدائه لكنه ﷺ صفح وصبر ورحمهم من الهلاك رغم كفرهم، ورجا الله أن يخرج من أصلابهم من يعبده وحده، فصار منهم من عبد الله فضلًا عن ذرياتهم.
ثالثها: أن الله صرف له طائفة من الجن استمعوا قراءته وآمنوا بالله وصدقوا رسوله.
رابعها: قمة الإِكرامات والفضائل من الله لرسوله، الرحلة العظيمة العجيبة في ملكوت السماوات والأرض في الإِسراء والمعراج.
(١) انظر ابن هشام، السيرة النبوية ١/ ٣٨١.
1 / 135