الصاحبي في فقه اللغة
الناشر
محمد علي بيضون
رقم الإصدار
الطبعة الأولى ١٤١٨هـ
سنة النشر
١٩٩٧م
وجعلت الأول مبدوءًا بِهِ".
وكان الأخفش يقول: "الفاء تأتي بمعنى الواو" وأنشد١:
بسِقط اللَّوى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
وخالفه بعضهم فِي هَذَا فقال: لَيْسَ فِي جعل الشاعِر الفاء فِي معنى الواو فائدةٌ، ولا حاجة بِهِ إلى أن يجعل الفاءَ فِي موضع الواو ووزنُ الواو كوزن الفاء. قال: وأصل الفاء أن يكون الَّذِي قبلها علّةً لما بعدها. يقال: "قام زيد فقام الناس".
وزعم الأخفش أن الفاء تُزاد، يقولون: "أخوك فَجَهدَ" يريد: أخوك جَهَد، واحتجَّ بقوله جلَّ ثناؤه: ﴿فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ﴾ ٢.
وَكَانَ قُطْرُب يقول بِقَولِ الأخفش، يقول: إن الفاء مثلُ الواو فِي "بَيْنَ الدخول فَحَوْمَلِ" قال: ولولا أن الفاء بمعنى الواو لفسد المعنى، لأنه لا يريد أن يُصيِّره بَيْنَ الدَّخول أولًا ثُمَّ بَيْنَ حَوْمَل وهذا كثير فِي الشعر.
وتكون الفاء جوابًا للشرط. تقول: "إن تَأتني فحسَنٌ جميل" ومنه قوله جلّ ثناؤه: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ﴾ ٣ دخلتِ الفاء لأنه جعل الكفر شريطة كَأَنَّه قال: ومن كفر فتعسًا لَهُ.
وأمّا القاف:
فلا أعلم لَهَا علّة إِلاَّ فِي جعلهم إيّاها عند التعريب مكان الهاء نحو "يَلْمَق".
باب الكاف:
تقع الكاف مخاطبة: للمذكر مفتوحة، وللمؤنث مكسورة. نحو: "لكَ" و"لكِ".
_________
١ ديوان امرئ القيس: ٢٩، وصدره:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
٢ سورة الجن، الآية: ٢٣.
٣ سورة محمد، الآية: ٨.
1 / 72