174

الصاحبي في فقه اللغة

الناشر

محمد علي بيضون

رقم الإصدار

الطبعة الأولى ١٤١٨هـ

سنة النشر

١٩٩٧م

جل ثناؤه: ﴿فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ﴾ ١ وقوله: ﴿ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ﴾ ٢. فأما قوله جلّ ثناؤه: ﴿وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ ٣ فيقال: إنها مقتصة من أربع آيات لأن "الأشهاد" أربعة: الملائكة في قوله جلّ ثناؤه: ﴿وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ﴾ ٤، والأنبياءُ صلوات الله عليهم: ﴿كَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا﴾ ٥ وأمّةُ محمد ﷺ لقوله جلّ ثناؤه: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ﴾ ٦ والأعضاءُ لقوله جلّ ثناؤه: ﴿يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ ٧. ومن الاقتصاص قوله جلّ ثناؤه: ﴿إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ﴾ ٨ قرئت مخففةً ومشددة. فمن شدَّدَ فهو "نَدَّ" إذا نفر، وهو مُقتصّ من قوله: ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ﴾ ٩ إلى آخر القصة، ومن خَفّفَ فهو تَفَاعلَ من النِّداء مقتصّ من قوله جلّ ثناؤه: ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ﴾ ١٠. ﴿ؤوَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ﴾ ١١. ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ﴾ ١٢، وما أشبه هذا من الآي الذي فيها ذكر النداء. باب الأمر المحتاج إلى بيان وبيانه متصل به: قال الله جل ثناؤه: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ﴾ ١٣، فبيان هذا السؤال متصل

١ سورة الروم، الآية: ١٦. ٢ سورة مريم، الآية: ٦٨. ٣ سورة غافر، الآية: ٥١. ٤ سورة ق، الآية: ٢١. ٥ سورة النساء، الآية: ٤١. ٦ سورة البقرة، الآية: ١٤٣. ٧ سورة النور، الآية: ٢٤. ٨ سورة غافر، الآية: ٣٢. ٩ سورة عبس، الآية: ٣٤. ١٠ سورة الأعراف، الآية: ٤٤. ١١ سورة الأعراف، الآية: ٨٥. ١٢ سورة الأعراف، الآية: ٤٨. ١٣ سورة الأنفال، الآية: ١.

1 / 182