رجال يمشون وعليهم شملات صوف وهم في موكب النشأة العصرية. هذه ثياب جاهليتكم فأين ثيابكم؟ ما رأيت كهذا عنادا في الحق.
غدا تختتم أنفاسنا المعدودة وتكف هذه الأقلام من صريرها، وتبقى في مصونات الطروس آثارها تشهد لنا عليكم. أنتم أعداؤنا اليوم، وأبناؤكم أنصارنا غدا. لن نشكوكم وحدنا بل سوف نشكوكم ومعنا أعقابكم، ولنعمت الشهود يومئذ، يقولون آباؤنا كذبوا وهؤلاء صدقوا.
سلام على رجال ينازلوننا ضعافا. لنخفض دونكم صدور الأسنة إشفاقا، ولنجادلنكم جدال من لا يعوزهم الدليل. ميلوا على جوانبنا إنما تميلون على آبائكم. والحق لا تنهزم كتائبه. غدا تخفق على رءوسكم أعلامه وترتفع في أنحاء بلادكم صيحاته. والله أرحم أن يؤاخذ على الجهل أناسا جنى عليهم كبارهم وفتنهم صغارهم، حسبنا أن نقول:
ولو أن سافي الريح يجعلكم قذى
لأعيننا ما كنتم بقذاة
أما أنا فليشهد قراء أقوالي أني لا تزحزحني جلبة المتهورين، أنا أغني الحق، وكلما صاح به الصائحون رن في أذنه مني ما قاله أبو الطيب:
فدع كل صوت بعد صوتي فإنني
أنا الطائر المحكي والآخر الصدي
أحد المشاهد الرائعة
جراغان في أثناء اللهيب
صفحة غير معروفة