ونجلو صحافة الثورة العراقية سنة 1920.
ثم نأخذ في استعراض حال الصحافة منذ تأسيس مملكة العراق الحديثة سنة 1921، ولا سيما صحف الأحزاب السياسية.
ونلتفت إلى تنوع الصحف الأدبية والعلمية وغيرها من المجلات المختصة بالعلوم والفنون وأساليب الكتابة الصحفية ومشاركة المرأة؛ إلى غير ذلك مما يتصل بموضوعنا. ولا بد من أن نصف العمل الصحفي وحالة الصحافة من وجوهها المهنية والمادية وصفا يوصلنا إلى إدراك المرحلة التي قطعها العراق في هذا الميدان.
كما أننا سنخص حرية الصحافة في وادي الرافدين ببحث واف. أما الفترة التي نتحدث عنها فتبتدئ بميلاد الصحافة في العراق وتنتهي بنشوب الحرب العالمية الثانية سنة 1939.
كنت أود، عملا بطريقة التعليم الجامعي، أن أفتتح محاضراتي باستعراض المراجع التي تستقون من ينابيعها متابعتكم هذه الأبحاث. ولكن المؤسف أن الموضوع بكر فيما يختص بصحافة العراق؛ فلم يتقدم أحد إلى معالجة هذه الناحية من نهضتنا الفكرية معاجلة علمية، والتوفر لدراستها بما تستحقه خطورتها. وغاية ما نجد بين أيدينا بضع مقالات ضئيلة المادة أذيعت في صحف ومجلات في العراق أو الخارج، اكتفى معظمها بسرد أسماء الصحف لبعض الفترات من الزمن، وأسماء أصحابها وهم في الغالب محرروها. وقد جمعت رسالة طبعت في بغداد سنة 1935 فهارس الصحافة التي ظهرت إلى ذلك اليوم. وكل ما نشر في هذا الباب لم يزد كثيرا على ما ورد عن العراق في الفهرس العام الذي جعله الفيكونت فيليب دي طرازي المجلد الرابع من كتابه «تاريخ الصحافة العربية» المطبوع سنة 1933.
أوائل الصحافة
اعتاد الذين يؤرخون للصحافة عند كل أمة أن يرجعوا تاريخ الصحافة إلى عهد سحيق جدا من العصور القديمة. وإني لأقتصر على الإلمام إلى ما يخص العراق منها.
سجل الباحث الفرنسي ده شامبور
A. De Chambure
في كتابه عن الصحافة، أثر العراق في هذا المجال، ذاكرا عن يوسيفوس المؤرخ يؤكد أنه قد كان للبابليين صحف تسجل فيها الحوادث يوما فيوما.
صفحة غير معروفة