العلامة يحيى بن الحسن القرشي (780ه) خصص العلامة يحيى بن الحسن القرشي فصلا كبيرا من كتابه (المنهاج) للكلام على أحوال الصحابة والدفاع عنهم، خصوصا أبا بكر وعمر، وقال في أوله: «اعلم أن في من يدعي حب أهل البيت عليهم السلام قوما يكنون في حق الصحابة رضي الله عنهم خطرا عظيما، وضلالا بعيدا، فتارة يكفرون، وتارة يفسقون، ولعل المزري عليهم لو نظر في حال نفسه بعين الإنصاف لوجدها لا تساوي أثر نعالهم، ولرأى فيها قصورا عن مراتبهم في العلم والعمل، وكيف وقد أثنى الله عليهم ورسوله، وبشرهم بالجنة مع ما لهم من السابقة في الإسلام، والجهاد في سبيل الله، والصبر على الشدائد، وإحياء معالم الدين»(1).
الإمام الناصر محمد علي بن محمد (793ه)
* ذكر العلامة القرشي أن إحسان الظن بالمشايخ هو رأي الإمام الناصر محمد بن علي بن محمد، وقال: «هو ما سمعناه من لسان إمام زماننا وحجة دهرنا الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين محمد بن أمير المؤمنين عمر الله أركان الإسلام بطول عمره»(2).
* وحكى السيد الهادي بن إبراهيم الوزير في (تلقيح الألباب) عن الإمام الناصر محمد بن علي أنه سئل عن المتقدمين لأمير المؤمنين وسائر من خالفه، فأجاب: «بأن مذهب الزيدية القول بالتخطئة لمن تقدم أمير المؤمنين، وهؤلاء فرقتان: فرقة تقول باحتمال الخطأ، ويتوقفون في أمرهم، وفرقة يتولونهم ويقولون بأن خطأهم مغتفر في جنب مناقبهم وأعمالهم وجهادهم وصلاحهم. وهذا القول الثاني هو الذي نراه، إذ هم وجوه الإسلام وبدور الظلام» ..
وقال بعد الرد على المفسقين: « والصحابة رضي الله عنهم وإن أخطؤوا بالتقدم على أمير المؤمنين عليه السلام فخطؤهم مكفر لسوابقهم الجميلة، وقد تظاهرت الأخبار بأنهم من أهل الجنة فلا جرم أن نقطع بصلاحهم ونجاتهم »(3).
القرن التاسع العلامة عبد الله الدواري (800ه)
صفحة ٨٣